الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 532 ] ثم دخلت سنة إحدى وأربعمائة

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      في يوم الجمعة الرابع من المحرم منها خطب بالموصل للحاكم العبيدي عن أمر صاحبها قرواش بن مقلد أبي منيع ، وقهر رعيته على ذلك ، وقد سرد ابن الجوزي صفة الخطبة يومئذ بحروفها ، وفي آخر الخطبة صلوا على آبائه من الخلفاء ; المهدي ، ثم ابنه القائم ، ثم ابنه المنصور ، ثم ابنه المعز ، ثم ابنه العزيز ، ثم ابنه الحاكم صاحب الوقت ، وبالغوا في الدعاء لهم ، ولا سيما للحاكم المذكور ، وكذلك ببقية أعماله من الأنبار والمدائن وغيرها ، وكان سبب ذلك أن الحاكم ترددت مكاتباته ورسله وهداياه إلى قرواش يستميله إليه ، وليقبل بوجهه عليه ، حتى فعل ما فعل مما ذكرنا ، فلما بلغ الخبر القادر بالله العباسي كتب يعاتب قرواش بن مقلد على ما صنع ، ونفذ بهاء الدولة إلى عميد الجيوش بمائة ألف دينار لمحاربة قرواش ، فلما بلغ قرواشا رجع عن رأيه ، وندم على ما كان منه ، وأمر بقطع الخطبة الحاكمية من بلاده ، وأعادها إلى القادر العباسي على عادته .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      قال ابن الجوزي : ولخمس بقين من رجب زادت دجلة زيادة كثيرة ، واستمرت الزيادة إلى رمضان ، وبلغت أحدا وعشرين ذراعا وثلثا ، [ ص: 533 ] ودخل الماء إلى أكثر دور بغداد .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وفيها رجع الوزير أبو غالب بن خلف إلى بغداد ولقب فخر الملك بعد عميد الجيوش .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وفيها عصى أبو الفتح الحسن بن جعفر العلوي ، ودعا إلى نفسه ، وتلقب بالراشد بالله . ولم يحج في هذه السنة أحد من أهل العراق أيضا ، فإنا لله وإنا إليه راجعون .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية