الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 278 ] ثم دخلت سنة ثنتين وعشرين وخمسمائة

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      في أولها قدم رسول سنجر إلى الخليفة يسأل منه أن يخطب له على منابر بغداد ، فكان يخطب له في كل جمعة في جامع
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وفيها مات ابن صدقة وزير الخليفة ، واستنيب في الوزارة نقيب النقباء . وفيها اجتمع السلطان محمود بعمه سنجر واصطلحا بعد خشونة ، وسلم سنجر دبيسا إلى محمود على أن يسترضي عنه الخليفة ويعزل زنكي عن الموصل وبلادها ، ويسلم ذلك إلى دبيس . واشتهر في ربيع الأول ببغداد أن دبيسا أقبل إلى بغداد في جيش كثيف ، فكتب الخليفة إلى الملك محمود : لئن لم يكفه عن قدوم بغداد وإلا خرجنا إليه ونقضنا ما بيننا وبينك من العهود والصلح .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وفيها ملك الأتابك زنكي بن آق سنقر مدينة حلب وما حولها من البلاد . وفيها ملك تاج الملوك بورى بن طغتكين مدينة دمشق بعد وفاة أبيه ، وقد كان أبوه من مماليك تاج الدولة تتش بن ألب أرسلان وكان عاقلا حازما عادلا خيرا كثير الجهاد للفرنج ؛ رحمه الله .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وفيها عمل ببغداد مصلى للعيد ظاهر باب الحلبة ، وحوط عليه ، وجعل فيه قبلة . وحج بالناس في هذه السنة نظر الخادم .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية