الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                              [ ص: 84 ] سورة الزخرف فيها ست آيات

                                                                                                                                                                                                              قوله تعالى : { والذي خلق الأزواج كلها وجعل لكم من الفلك والأنعام ما تركبون لتستووا على ظهوره ثم تذكروا نعمة ربكم إذا استويتم عليه وتقولوا سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين } .

                                                                                                                                                                                                              فيها ثلاث مسائل : المسألة الأولى : قوله : { وجعل لكم من الفلك والأنعام ما تركبون } يعني بذلك الإبل دون البقر ; لأن البقر لم تخلق لتركب .

                                                                                                                                                                                                              والدليل عليه الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { بينما رجل راكب بقرة إذ قالت له : إني لم أخلق لهذا ، وإنما خلقت للحرث . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : آمنت بذلك أنا وأبو بكر وعمر ، وما هما في القوم } . المسألة الثانية : قوله : { لتستووا على ظهوره } يعني الإبل خاصة ; لأن الفلك إنما تركب بطونها ، ولكنه ذكرهما جميعا في أول الآية ، وعطف أحدهما على آخرهما . ويحتمل أن يجعل ظاهرها باطنها ; لأن الماء غمره وستره ، وباطنها ظاهر ; لأنه انكشف للراكبين وظهر للمبصرين .

                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية