الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 85 ] ثم دخلت سنة تسع عشرة

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      قال الواقدي وغيره : كان فتح المدائن وجلولاء فيها . والمشهور خلاف ما قال ، كما تقدم .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وقال محمد بن إسحاق : كان فتح الجزيرة والرها وحران ورأس العين ونصيبين في هذه السنة . وقد خالفه غيره .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وقال أبو معشر ، وخليفة ، وابن الكلبي : كان فتح قيسارية في هذه السنة وأميرها معاوية . وقال غيره : يزيد بن أبي سفيان وقد تقدم أن معاوية افتتحها قبل هذا بسنين .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وقال محمد بن إسحاق : كان فتح قيسارية من فلسطين ، وهرب هرقل وفتح مصر في سنة عشرين . وقال سيف بن عمر : كان فتح قيسارية وفتح مصر في سنة ست عشرة . قال ابن جرير فأما فتح قيسارية فقد تقدم ، وأما فتح مصر فإني سأذكره في سنة عشرين ، إن شاء الله تعالى .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      قال الواقدي : وفي هذه السنة ظهرت نار من حرة ليلى ، فأراد عمر أن [ ص: 86 ] يخرج بالرجال إليها ، ثم أمر المسلمين بالصدقة فطفئت . ولله الحمد .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      ويقال : كان فيها وقعة أرمينية ، وأميرها عثمان بن أبي العاص ، وقد أصيب فيها صفوان بن المعطل بن رحضة السلمي ثم الذكواني ، وكان أحد الأمراء يومئذ . وقد قال رسول الله ، صلى الله عليه وسلم : ما علمت عليه إلا خيرا . وهو الذي ذكره المنافقون في قصة الإفك فبرأ الله ساحته ، وجناب أم المؤمنين زوجة رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، مما قالوا . وقد كان إلى حين قالوا لم يتزوج . ولهذا قال : والله ما كشفت كنف أنثى قط . ثم تزوج بعد ذلك ، وكان كثير النوم ، ربما غلب عليه عن صلاة الصبح في وقتها ، كما جاء في " سنن أبي داود " ، وغيره . وكان شاعرا ثم حصلت له شهادة في سبيل الله . قيل : بهذا البلد . وقيل : [ ص: 87 ] بالجزيرة . وقيل : بسميساط . وقد تقدم بعض هذا فيما سلف .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وفيها فتحت تكريت في قول ، والصحيح قبل ذلك .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وفيها فيما ذكرنا أسرت الروم عبد الله بن حذافة .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وفيها في ذي الحجة منها كانت وقعة بأرض العراق قتل فيها أمير المجوس شهرك ، وكان أمير المسلمين يومئذ الحكم بن أبي العاص ، رضي الله عنه .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      قال ابن جرير وفيها حج بالناس عمر ، ونوابه على البلاد وقضاته هم المذكورون قبلها . والله أعلم .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية