الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحكام من اعتمرت وهي على جنابة وتريد حج التمتع

السؤال

قبل 4 سنوات اعتمرت، وكنت على جنابة، كنت أمارس العادة السرية (فقط بالتفكير، لا أستعمل يديّ أو أية أغراض)، وقتها لم أكن أعلم أنها حرام، وموجبة للغسل. وقبل فترة تذكرت تلك العمرة، وعلمت أنها فاسدة، وأنني ما زلت محرمة.
فماذا أفعل لأصحح العمرة الفاسدة، علما أنني سأقوم بفريضة الحج هذا العام إن شاء الله (حج التمتع) مع العلم أنني لن أُحرم من نفس الميقات الذي أحرَمت منه في العمرة الفاسدة؟
وماذا أفعل في المحظورات التي فعلتها عن غير قصد كقص الشعر والأظافر، وممارستي للعادة السرية؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا يُحكَم بفساد عمرتك السابقة وأنك ما زلت محرمة، إلا مع يقين أنك طفت على جنابة، وذلك بأن تتيقني أنه خرج منك المني الموجب للغسل، وأنك لم تغتسلي منه، فإن مجرد الفكر أو حتى الاستمناء دون نزول مني، ليس جنابة في ذاته، وليس موجبا لفساد العمرة.

فإذا كنت شاكة في أنه قد خرج منك المني، فابني على الأصل وهو صحة عمرتك السابقة، ولبيان صفة مني المرأة، انظري الفتوى رقم: 128091. وإذا كنت متحققة أنك طفت جنبا، فإنك لا تزالين محرمة، فيجب عليك التوقف عن محظورات الإحرام، والقصد إلى مكة وإعادة الطواف، والسعي. وأنت على إحرامك السابق، فلا تحتاجين لتجديده من ميقات آخر، ولا تكونين بذلك متمتعة؛ لأنك لم تحرمي بالعمرة في أشهر الحج، أو لم تحجي من تلك السنة التي أحرمت فيها.

فإذا فرغت من عمرتك، فتحللي، وانتظري حتى يكون يوم التروية فتحرمين بالحج.

وأما محظورات الإحرام التي ارتكبتها في تلك الفترة، فلا يلزمك تجاهها شيء لأجل الجهل، والأحوط أن ما كان منها من قبيل الإتلاف كقص الشعر والأظفار، ففيه الفدية وهي مخير فيها بين إطعام ستة مساكين، وصيام ثلاثة أيام، وذبح شاة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة