السؤال
قلتم إنه ما تواد اثنان في الله، فيفرق الله بينهما إلا بذنب يحدثه أحدهما، فيكون التفريق عقوبة.
سؤالي: إذا افترقا لأن أحدهما يريد تحضير رسالة الماجستير، فانشغل بذلك، فأصبح لا يلتقي بصاحبه؛ لأن الذي كان يجمعهما هو الجامعة، ولكن كل منهما يحمل الود للآخر، والذكر الجميل، ويدعوان لبعضهما في ظهر الغيب، ويتمنيان أن يريا بعضا.
فهل مثل هذا الفراق يعد عقوبة أم إنه كما قيل: أحبب من شئت فإنك مفارقه، ويكون كما وقع للصحابة كانوا في المدينة، ثم تفرقوا في الأمصار؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد روى الإمام أحمد في مسنده عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يخذله ـ ويقول: والذي نفس محمد بيده؛ ما تواد اثنان ففرق بينهما، إلا بذنب يحدثه أحدهما... وقد حسنه العلامة أحمد شاكر، وصححه بطرقه الشيخ شعيب الأرناؤوط، وأورد موضع الشاهد الألباني في صحيح الأدب المفرد من حديث أنس.
قال المناوي في فيض القدير: (ما تواد) بالتشديد (اثنان في الله، فيفرق بينهما إلا بذنب يحدثه أحدهما) فيكون التفريق عقوبة لذلك الذنب؛ ولهذا قال موسى الكاظم: إذا تغير صاحبك عليك، فاعلم أن ذلك من ذنب أحدثته، فتب إلى الله من كل ذنب، يستقيم لك وده. وقال المزني: إذا وجدت من إخوانك جفاء، فتب إلى الله، فإنك أحدثت ذنبا، وإذا وجدت منهم زيادة ود، فذلك لطاعة أحدثتها، فاشكر الله تعالى. انتهى.
فما ذكرته من افتراق صاحبين عن بعضهما بمجرد سفر، أو موت مع بقاء المحبة لا يدخل في هذا الحديث، وإنما الافتراق الذي يكون بسبب ذنب أحدثه أحدهما، هو ما يقع به الجفاء بينهما.
وللفائدة يرجى مراجعة هذه الفتوى: 238279.
والله أعلم.