( بدأ ) الباء والدال والهمزة من افتتاح الشيء ، يقال : بدأت بالأمر وابتدأت ، من الابتداء . والله تعالى المبدئ والبادئ . قال الله عز وجل :
إنه هو يبدئ ويعيد ، وقال تعالى :
كيف بدأ الخلق . ويقال : للأمر العجب بدي ، كأنه من عجبه يبدأ به . قال
عبيد :
[ ص: 213 ] فلا بدي ولا عجيب
ويقال للسيد البدء ، لأنه يبدأ بذكره . قال :
ترى ثنانا إذا ما جاء بدأهم وبدؤهم إن أتانا كان ثنيانا
وتقول : أبدأت من أرض إلى أخرى أبدئ إبداء : إذا خرجت منها إلى غيرها . والبدأة النصيب ، وهو من هذا أيضا ، لأن كل ذي نصيب فهو يبدأ بذكره دون غيره ، وهو أهمها إليه . قال الشاعر :
فمنحت بدأتها رقيبا جانحا والنار تلفح وجهه بأوارها
والبدوء مفاصل الأصابع ، واحدها بدء ، مثل بدع . وأظنه مما همز وليس أصله الهمز . وإنما سميت بدوءا لبروزها وظهورها ، فهي إذا من الباب الأول .
ومما شذ عن هذا الأصل ولا أدري مم اشتقاقه قولهم بدئ فهو مبدوء : إذا جدر أو حصب . قال الشاعر :
وكأنما بدئت ظواهر جلده مما يصافح من لهيب سهامها
[ ص: 214 ]