( باب الطاء والواو وما يثلثهما )
( طوي ) الطاء والواو والياء أصل صحيح يدل على إدراج شيء حتى يدرج بعضه في بعض ، ثم يحمل عليه تشبيها . يقال : طويت الثوب والكتاب طيا أطويه . ويقال : طوى الله عمر الميت . والطوي : البئر المطوية . قال :
فقالت له هذا الطوي وماؤه ومحترق من يابس الجلد قاحل
ومما حمل على هذا الباب قولهم لمن مضى على وجهه : طوى كشحه . وأنشد :
وصاحب لي طوى كشحا فقلت له إن انطواءك عني سوف يطويني
وهذا هو القياس ; لأنه إذا مضى وغاب عنه فكأنه أدرج . ومن الباب : أطواء الناقة ، وهي طرائق شحم جنبيها . والطيان : الطاوي البطن . ويقال طوي ; وذلك أنه إذا جاع وضمر صار كالشيء الذي لو ابتغي طيه لأمكن . فإن تعمد للجوع قال : طوى يطوي طيا ، وذلك في القياس صحيح ;
[ ص: 430 ] لأنه أدرج الأوقات فلم يأكل فيها ، قال الشاعر في الطوى :
ولقد أبيت على الطوى وأظله حتى أنال به كريم المأكل
ثم غيروا هذا البناء أدنى تغيير ، فزال المعنى إلى غيره ، فقالوا : الطاية ; وهي كلمة صحيحة تدل على استواء في مكان . قال قوم : الطاية : السطح . وقال آخرون : هي مربد التمر . وقال قوم : هي صخرة عظيمة في أرض ذات رمل .