( عجل ) العين والجيم واللام أصلان صحيحان ، يدل أحدهما على الإسراع ، والآخر على بعض الحيوان .
فالأول : العجلة في الأمر ، يقال : هو عجل وعجل ، لغتان . قال
nindex.php?page=showalam&ids=15871ذو الرمة :
كأن رجليه رجلا مقطف عجل إذا تجاوب من برديه ترنيم
واستعجلت فلانا : حثثته . وعجلته : سبقته . قال الله - تعالى - :
أعجلتم أمر ربكم . والعجالة : ما تعجل من شيء . ويقال : " عجالة الراكب تمر وسويق " . وذكر عن الخليل أن العجل : ما استعجل به طعام فقدم قبل إدراك الغذاء . وأنشد :
[ ص: 238 ] إن لم تغثني أكن ياذا الندى عجلا كلقمة وقعت في شدق غرثان
ونحن نقول : أما قياس الكلمة التي ذكرناها فصحيح ، لأن الكلمة لا أصل لها ، والبيت مصنوع .
ويقال : من العجالة : عجلت القوم ، كما يقال لهنتهم . وقال أهل اللغة : العاجل : ضد الآجل . ويقال للدنيا : العاجلة ، وللآخرة : الآجلة . والعجلان هو
كعب بن ربيعة بن عامر ، قالوا : سمي العجلان باستعجاله عبده . وأنشدوا :
وما سمي العجلان إلا لقوله خذ الصحن واحلب أيها العبد واعجل
وقالوا : إن المعجل والمعجل من النوق : التي تنتج قبل أن تستكمل الوقت فيعيش ولدها .
ومما حمل على هذا العجلة : عجلة الثيران . والعجلة : المنجنون التي يستقى عليها ، والجمع عجل وعجلات .
قال
أبو عبيد : العجلة : خشبة معترضة على نعامتي البئر والغرب معلق بها ، والجمع عجل . قال
أبو زيد : العجلة : المحالة . وأنشد :
وقد أعد ربها وما عقل حمراء من ساج تتقاها العجل
ومن الباب : العجلة : الإداوة الصغيرة ، والجمع عجل . وقال
الأعشى :
[ ص: 239 ] والساحبات ذيول الخز آونة والرافلات على أعجازها العجل
وإنما سميت بذلك لأنها خفيفة يعجل بها حاملها . وقال الخليل : العجول من الإبل ، الواله التي فقدت ولدها ، والجمع عجل . وأنشد :
أحن إليك حنين العجول إذا ما الحمامة ناحت هديلا
وقالت
الخنساء :
فما عجول على بو تطيف به قد ساعدتها على التحنان أظآر
قالوا : وربما قيل للمرأة الثكلى عجول ، والجمع عجل . قال
الأعشى :
حتى يظل عميد القوم مرتفقا يدفع بالراح عنه نسوة عجل
ولم يفسروه بأكثر من هذا . قلنا : وتفسيره ما يلحق الواله عند ولهه من الاضطراب و العجلة ، إلا أن هذه العجول لم يبن منها فعل فيقال : عجلت ، كما بني من الثكل ثكلت ، والأصل فيه واحد ، إلا أنه لم يأت من العرب .
والأصل الآخر العجل : ولد البقرة; وفي لغة عجول ، والجمع عجاجيل ، والأنثى عجلة وعجولة ، وبذلك سمي الرجل عجلا .