( بكر ) الباء والكاف والراء أصل واحد يرجع إليه فرعان هما منه . فالأول أول الشيء وبدؤه . والثاني مشتق منه ، والثالث تشبيه . فالأول البكرة وهي الغداة ، والجمع البكر . والتبكير والبكور والابتكار المضي في ذلك الوقت . والإبكار : البكرة ، كما أن الإصباح اسم الصبح . وباكرت الشيء إذا بكرت عليه .
قال
أبو زيد : أبكرت الورد إبكارا ، وأبكرت الغداء ، وبكرت على الحاجة وأبكرت غيري ، بكرت وأبكرت . ويقال رجل بكر صاحب بكور . كما يقال حذر . قال
الخليل : غيث باكور وهو المبكر في أول الوسمي ، وهو أيضا الساري في أول الليل وأول النهار . قال :
جرت الريح بها عثنونها وتهادتها مداليج بكر
يقال : سحابة مدلاج بكور . ويقال بكرت الأمطار تبكيرا وبكرت بكورا ، إذا تقدمت .
[ ص: 288 ] الفراء : أبكر السحاب وبكر ، وبكر ، وبكرت الشجرة وأبكرت وبكرت تبكر تبكيرا وبكرت بكورا ، وهي بكور ، إذا عجلت بالإثمار والينع ، وإذا كانت عادتها ذاك فهي مبكار ، وجمع بكور بكر ، قال
الهذلي :
ذلك ما دينك إذ جنبت في الصبح مثل البكر المبتل
والتمرة باكورة ، ويقال هي البكيرة والبكائر . ويقال أرض مبكار ، إذا كانت تنبت في أول نبات الأرض . قال
الأخطل :
غيث تظاهر في ميثاء مبكار
فهذا الأصل الأول ، وما بعده مشتق منه . فمنه البكر من الإبل ، ما لم يبزل بعد . وذلك لأنه في فتاء سنه وأول عمره ، فهذا المعنى الذي يجمع بينه وبين الذي قبله ، فإذا بزل فهو جمل . والبكرة الأنثى ، فإذا بزلت فهي ناقة . قال
أبو عبيدة : وجمعه بكار ، وأدنى العدد ثلاثة أبكر . ومنه المثل : " صدقني سن بكره " وأصله أن رجلا ساوم آخر ببكر أراد شراءه وسأل البائع عن سنه ، فأخبره بغير الصدق فقال : بكر - وكان هرما - ففره المشتري ، فقال : " صدقني سن بكره " .
قال
التميمي : يسمى البعير بكرا من لدن يركب إلى أن يربع ، والأنثى بكرة . والقعود البكر . قال : ويقول العرب : " أروى من بكر هبنقة "
[ ص: 289 ] وهو الذي كان يحمق ; وكان بكره يصدر عن الماء مع الصادر وقد روي ، ثم يرد مع الوارد قبل أن يصل إلى الكلأ .
قال
الخليل : والبكر من النساء التي لم تمسس قط . قال
أبو عبيد : إذا ولدت المرأة واحدا فهي بكر أيضا . قال
الخليل : يسمى بكرا أو غلاما أو جارية . ويقال أشد الناس بكر ابن بكرين . قال : وبقرة بكر فتية لم تحمل . والبكر من كل أمر أوله . ويقول : ما هذا الأمر ببكير ولا ثني ، على معنى ما هو بأول ولا ثان . قال :
وقوف لدى الأبواب طلاب حاجة عوانا من الحاجات أو حاجة بكرا
والبكر : الكرم الذي حمل أول مرة . قال
الأعشى :
تنخلها من بكار القطاف أزيرق آمن إكسادها
قال
الخليل : عسل أبكار تعسله أبكار النحل ، أي أفتاؤها ، ويقال بل الأبكار من الجواري يلينه . فهذا الأصل الثاني ، وليس بالبعيد من قياس الأول .
[ ص: 290 ] وأما الثالث فالبكرة التي يستقى عليها . ولو قال قائل إنها أعيرت اسم البكرة من النوق كان مذهبا ، والبكرة معروفة . قال
امرؤ القيس :
كأن هاديها إذ قام ملجمها قعو على بكرة زوراء منصوب
وثم حلقات في حلية السيف تسمى بكرات . وكل ذلك أصله واحد .