( ملح ) الميم واللام والحاء أصل صحيح له فروع تتقارب في المعنى وإن كان في ظاهرها بعض التفاوت .
فالأصل البياض ، منه الملح المعروف ، وسمي لبياضه . قال :
أحفزها عني بذي رونق أبيض مثل الملح قطاع
ويقال ماء ملح ، وقد قالوا مالح ، ذكره
nindex.php?page=showalam&ids=12585ابن الأعرابي واحتج بقوله :
صبحن قوا والحمام واقع وماء قو مالح وناقع
وملح الماء . وسمك مملوح ومليح . وأملحنا : أصبنا ماء مالحا . وأملح الماء أيضا . قال
نصيب :
[ ص: 348 ] وقد عاد عذب الماء ملحا فزادني على مرضي أن أملح المشرب العذب
وملحت القدر : ألقيت ملحها بقدر . وأملحتها : أفسدتها بالملح . ويقال ملحت الناقة تمليحا ، إذا لم تلقح فعولجت داخلتها بشيء مالح . وملح الشيء ملاحة وملحا . والممالحة : المواكلة . ثم يستعار الملح فيسمى الرضاع ملحا . وقالت
هوازن لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : "
لو كنا ملحنا للحارث بن أبي شمر أو للنعمان بن المنذر لحفظ ذلك فينا " ، أرادوا أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان مسترضعا فيهم .
ويستعيرون ذلك للشحم يسمونه الملح . يقال أملحت القدر : جعلت فيها شيئا من شحم . وعليه فسر قوله :
لا تلمها إنها من نسوة ملحها موضوعة فوق الركب
همها السمن والشحم . والملحة في الألوان : بياض ، وربما خالطه سواد . ويقال كبش أملح . ويقال لبعض شهور الشتاء ملحان ، لبياض ثلجه . والملحاء : كتيبة كانت لآل المنذر .
والملاح : صاحب السفينة ، قياسه عندنا هذا ، لأن ماء البحر ملح ، وقال ناس : اشتقاقه من الملح : سرعة خفقان الطير بجناحيه . قال :
[ ص: 349 ] ملح الصقور تحت دجن مغين
ومما شذ عن الباب : الملاح من نبات الحمض ، إلا أن يكون في طعمه ملوحة . والملحاء : ما انحدر عن الكاهل والصلب . والملح : ورم في عرقوب الفرس .