ولما حذرهم وخامة الفساد الذي نهاهم عنه ، وعلق انتهاءهم عنه بوصف الإيمان ، رجع إلى قسم ما شرط به الانتهاء عن الإفساد ، فقال :
وإن كان طائفة منكم أي : جماعة فيهم كثرة بحيث يتحلقون بمن يريدون
آمنوا بالذي أرسلت به وبناه للمفعول إشارة إلى أن الفاعل معروف بما تقدم من السياق ، وأنه صار بحيث لا يتطرق إليه شك لما نصب من الدلالات
وطائفة أي : منكم
لم يؤمنوا أي : بالذي أرسلني به من أيدني بما علمتم من البينات ، وحذرهم سطوته بقوله :
فاصبروا أي : أيها الفريقان
حتى يحكم الله أي : الذي له جميع العظمة
بيننا أي : بين فريقنا بإعزاز المصلح وإهلاك المفسد كما أجرى بذلك عادته
وهو أي : الحال أنه
خير الحاكمين لأنه يفصل النزاع على أتم وجه وأحكمه .