ولما دعاهم مشيرا إلى ترهيبهم مستدلا على الصدق بنفي الغرض، رغبهم في إدامة الخوف مما مضى بقوله:
ويا قوم ومن هم
[ ص: 308 ] أعز الناس علي ولهم قدرة على ما طلب منهم
استغفروا ربكم أي اطلبوا غفرانه بطاعتكم له لما يجب له بإحسانه إليكم. وأشار إلى
علو رتبة التوبة بأداة التراخي فقال:
ثم توبوا إليه أي: تسموا عالي هذه الرتبة بأن تطلبوا ستر الله لذنوبكم ثم ترجعوا إلى طاعته بالندم والإقلاع والاستمرار
يرسل السماء أي الماء النازل منها أو السحاب بالماء
عليكم مدرارا أي: هاطلة بمطر غزير متتابع
ويزدكم قوة أي: عظيمة مجموعة
إلى قوتكم ثم عطف على قوله: " استغفروا " قوله:
ولا تتولوا أي: تكلفوا أنفسكم غير ما جبلت عليه من سلامة الانقياد فتبالغوا في الإعراض - بما أشار إليه إثبات التاء
مجرمين أي: قاطعين لأنفسكم - ببناء أمركم على الظنون الفاسدة عن خيرات الدنيا والآخرة.