ولما سلب عنهم العلم، أتبعه دليله، فقال معبرا بصيغة المضارعة الدال على ملازمة التكرير للإعلام بأنه على سبيل الاستهزاء لا الاسترشاد:
ويقولون أي ما أرسلناك إلا [على] هذا الحال [والحال] أن المنذرين يقولون جهلا منهم بعاقبة ما يوعدونه غير مفكرين به في وجه الخلاص منه والتفصي عنه في كل حين استهزاء منهم:
متى هذا الوعد أي بالبشارة والنذارة في يوم الجمع وغيره فسموه وعدا زيادة في الاستهزاء. ولما كان قول الجماعة أجدر بالقبول، وأبعد عن الرد من
[ ص: 507 ] قول الواحد، أشار إلى زيادة جهلهم بقوله:
إن كنتم أي أيها النبي وأتباعه! كونا أنتم عريقون فيه
صادقين [أي] متمكنين في الصدق.