آ. (12) قوله :
تخرج : الظاهر أنه جواب لقوله "أدخل" أي: إن أدخلتها تخرج على هذه الصفة، وقيل: في الكلام حذف تقديره: وأدخل يدك تدخل، وأخرجها تخرج. فحذف من الثاني ما أثبته في الأول، ومن الأول ما أثبته في الثاني. وهذا تقدير ما لا حاجة إليه.
قوله:
"بيضاء" حال من فاعل " تخرج " . و
"من غير سوء" يجوز أن تكون حالا أخرى، أو من الضمير في "بيضاء" أو صفة لـ "بيضاء".
قوله:
"في تسع" فيه أوجه، أحدها: أنه حال ثالثة. قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14803أبو البقاء. [ ص: 579 ] يعني: من فاعل "يخرج" أي: آية في تسع آيات. كذا قدره، والثاني: أنها متعلقة بمحذوف أي: اذهب في تسع. وقد تقدم اختيار
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري لذلك في أول هذا الموضوع عند ذكر البسملة، ونظره بقول الآخر:
3543 - وقلت إلى الطعام فقال منهم . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
وقولهم: "بالرفاه والبنين"، وجعل هذا التقدير أعرب وأحسن. الثالث: أن يتعلق بقوله: "وألق عصاك وأدخل". قال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري: "ويجوز أن يكون المعنى: وألق عصاك وأدخل يدك في تسع آيات أي: في جملة تسع آيات. ولقائل أن يقول: كانت الآيات إحدى عشرة منها اثنتان: اليد والعصا. والتسع: الفلق والطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم والطمسة والجدب في بواديهم، والنقصان في مزارعهم" انتهى. وعلى هذا تكون "في" بمعنى "مع" لأن اليد والعصا حينئذ خارجتان من التسع، وكذا فعل
nindex.php?page=showalam&ids=13366ابن عطية، أعني أنه جعل "في تسع" متصلا بـ "ألق" و "أدخل" إلا أنه جعل اليد والعصا من جملة التسع. وقال: "تقديره نمهد لك ذلك، ونيسر في [جملة] تسع".
وجعل
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج أن "في" بمعنى "من" قال: كما تقول: خذ لي من الإبل عشرا فيها فحلان أي: منها فحلان".
[ ص: 580 ] قوله:
"إلى فرعون" هذا متعلق بما تعلق به
"في تسع"، إذا لم تجعله حالا، فإن جعلناه حالا علقناه بمحذوف، فقدره
nindex.php?page=showalam&ids=14803أبو البقاء "مرسلا إلى
فرعون". وفيه نظر; لأنه كون مقيد وسبقه إلى هذا التقدير
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج ، وكأنهما أرادا تفسير المعنى دون الإعراب. وجوز
nindex.php?page=showalam&ids=14803أبو البقاء أيضا أن تكون صفة لآيات، وقدره: "واصلة إلى
فرعون". وفيه ما تقدم.