يا مغرورا بطول الأمل، يا مسرورا بسوء العمل، كن من الموت على وجل،
فما تدري متى يهجم الأجل .
كل امرئ مصبح في أهله . والموت أدنى من شراك نعله
أؤمل أن أخلد والمنايا . تدور علي من كل النواحي
وما أدري وإن أمسيت يوما لعلي لا أعيش إلى الصباح
كم ممن راح في طلب الدنيا أو غدا أصبح من سكان القبور غدا
[ ص: 246 ] كأنك بالمضي إلى سبيلك وقد جد المجهز في رحيلك
وجيء بغاسل فاستعجلوه بقولهم له افرغ من غسيلك
ولم تحمل سوى كفن وقطن إليهم من كثيرك أو قليلك
وقد مد الرجال إليك نعشا فأنت عليه ممدود بطولك
وصلوا ثم إنهم تداعوا لحملك من بكورك أو أصيلك
فلما أسلموك نزلت قبرا ومن لك بالسلامة في نزولك
أعانك يوم تدخله رحيم رءوف بالعباد على دخولك
فسوف تجاور الموتى طويلا فذرني من قصيرك أو طويلك
أخي لقد نصحتك فاستمع لي وبالله استعنت على قبولك
ألست ترى المنايا كل حين تصيبك في أخيك وفي خليلك