الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المراوغــون

المراوغــون

المراوغــون يعرف كل من يصد عن الحق ويجادل فيه بغير علم أنه مراوغ إذ لو كان يريد الحق لخضع لبيناته، لكن الهوى يعمي ويصم ويورث صاحبه كبرا ينتفخ به فيعرض إعراض الجهول جهلا مركبا في عجرفة لا يكتفي فيها بإضلال نفسه بل يناضل لإضلال غيره "ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير* ثاني عطفه ليضل عن سبيل الله" الحج:9,8.

وقوله "ثاني عطفه" حال من ضمير الفاعل المستكن في: يجادل: أي يخاصم بالباطل في حال كونه ثاني عطفه: أي لاوى عنقه عن قبول الحق استكبارا وإعراضا وهذا الدعاة إلى الضلال في جدالهم بلا عقل صحيح، ولا نقل صحيح صريح، بل بمجرد الرأي والهوى.
"وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا" النساء:61
إذ يأبى الله إلا أن يفضحهم بإقامة الحجة عليهم بدعوتهم إلى صريح الحق "ما أنزل الله وإلى الرسول" لكنهم من فرط غبائهم وسخافة عقولهم "يصدون" في مدافعة بمخاشنة تظهر خباياهم في رد الحق وغمط أهله.

وأمثال هؤلاء يكفينا فيهم قول النبي صلى الله عليه وسلم لابن صياد: "اخسأ فلن تعدو قدرك". ونحن بحمد الله نعرف قدرهم...
ضفادع في ظلماء ليل تجاوبــتْ .... فدلَّ عليها صوتُها حيةَ البحــر

وهذا الضجيج العالي، وهذه الأسماء التي انبثت فجأة فأصبحت تخايل عيون الناس يوما بعد يوم هم كما يقول الأستاذ/ سيد - رحمه الله- : يحاولون تعرية الجسم من اللباس، وتعرية النفس من التقوى، ومن الحياء من الله ومن الناس، والذين يطلقون ألسنتهم وأقلامهم وأجهزة التوجيه والإعلام كلها لتأصيل هذه المحاولة - في شتى الصور والأساليب الشيطانية الخبيثة- هم الذين يريدون سلب "الإنسان" خصائص فطرته، وخصائص "إنسانيته" التي بها صار إنسانا. وهم الذين يريدون إسلام الإنسان لعدوه الشيطان وما يريده به من نزع لباسه وكشف سوآته!.
وهم الذين يحيكون ويروجون للمخططات الصهيونية الرهيبة لتدمير الإنسانية وإشاعة الانحلال فيها لتخضع لملك صهيون بلا مقاومة. وقد فقدت مقوماتها الإنسانية !.

إن العري فطرة حيوانية، ولا يميل الإنسان إليه إلا وهو يرتكس إلى مرتبة أدنى من مرتبة الإنسان. وإن رؤية العري جمالا هو انتكاس في الذوق البشري قطعا، والمتخلفون في إفريقية عراة، والإسلام حين يدخل بحضارته إلى هذه المناطق يكون أول مظاهر الحضارة اكتساء العراة !.

فأما في الجاهلية الحديثة "التقدمية" فهم يرتكسون إلى الوهدة التي ينتشل الإسلام المتخلفين منها، وينقلهم إلى مستوى "الحضارة" بمفهومها الإسلامي الذي يستهدف استنقاذ خصائص الإنسان وإبرازها وتقويتها.

والعري النفسي من الحياء والتقوى - وهو ما تجتهد فيه الأصوات والأقلام وجميع أجهزة التوجيه والإعلام- هو النكسة والردة إلى الجاهلية، وليس هو التقدم والتحضر كما تريد هذه الأجهزة الشيطانية الدربة الموجهة أن توسوس !.

إنهم بكل بساطة ووضوح أبواق لفتنة الشيطان "يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما ليريهما من سوءاتهما إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم إنا جعلنا الشياطين أولياء للذين لا يؤمنون" الأعراف:27

روى الإمام أحمد عن عبدالله بن عمر، قال : "لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يَدَع هؤلاء الدعوات حين يصبح وحين يمسي: "اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو العافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي، اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي، اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي، وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي، وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي ".
ـــــــــــ
محمد التميمي

مواد ذات الصله

المقالات

المكتبة



الأكثر مشاهدة اليوم

خواطـر دعوية

المواساة خلق أهل المروءة

"المواساة" خلق نبيل، من مكارم الأخلاق ومحاسن العادات التي دعا إليها الإسلام، وهو من أخلاق المؤمنين، وجميل...المزيد