الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عندما أسمع ألفاظ الطلاق يأتيني وسواس أني قد تلفظت به!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

شيوخنا الكرام -حفظكم الله ورعاكم- لدي شعور غريب وهو: كلما أسمع أحداً يحلف بالطلاق أو بالتحريم، أو أصادف ألفاظاً صريحة من مواقع التواصل الاجتماعي، أو الفتاوى، أو أسمع أناساً يتلفظون يأتيني شعور بأني -والعياذ بالله- أنا المتلفظ!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ معتز حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً بك -أخي الكريم- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وبعد:

اطمئن تماماً -أخي- ولا تقلق، فما حدث معك هي وسيلة من وسائل الشيطان ليحزنك، واعلم أن الكلام يأخذ مناحي ثلاثة:

- الاستماع إليه، ويكون عند التوهم نطق به.

- الكلام به بلا قصد، كأن يكرر الإنسان كلاماً لم يقصده، أو يكرر كلاماً يتردد على لسانه دون إرادة منه.

- القصد، وهو موافقة المنطوق للمقصود بإرادة كاملة، وهذا هو الطلاق الذي يقع عند الجمهور، فلا اعتبار عندهم لأي كلام من دون القصد، قال في الموسوعة الفقهية الكويتية: من قال لزوجته: اسقيني، فجرى على لسانه: أنت طالق! فإن الطلاق لا يقع عند الشافعية والحنابلة، وقال المالكية: المراد من القصد قصد النطق باللفظ الدال عليه في الصريح، والكناية الظاهرة، وإن لم يقصد مدلوله، وهو حل العصمة.

قالوا: إن سبق لسانه بأن أراد أن يتكلم بغير الطلاق؛ فالتوى لسانه فتكلم بالطلاق فلا شيء عليه، إن ثبت سبق لسانه في الفتوى والقضاء، وإن لم يثبت فلا شيء عليه في الفتوى، ويلزمه في القضاء.

هذا -أخي- فيمن نطق وقال، فكيف بمن لم ينطق وإنما توهم!

وعليه فلا داعي للقلق، وإننا ننصحك بما يلي:

1- أهمل الوسواس، ولا تسترسل معه، ولا تقف عنده، ولا تحلله، بل تغافل عنه، واربطه في فكرك بالسخف.
2- ابتعد عن الفراغ بكل أشكاله، وخاصة الفراغ الذهني.
3- احتقر الوسواس واضحك على تفاهته، فإن هذا أدعى إلى التخلص منه.
4- داوم على أذكارك الصباحية والمسائية، وأذكار النوم.

أنت على خير، فلا تشغل بالك بما يقذفه الشيطان من وساوس، وإنا نسأل الله أن يحفظك، وأن يبارك فيك، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً