السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شخص ظلمني وسامحته لله، من أجل الأجر والثواب، فهل حقي سيرد لي في الدنيا، ويمكنني رؤيته في نفس الشعور الذي كنت فيه، وأن يتعرض لنفس الظلم الذي ظلمني به؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شخص ظلمني وسامحته لله، من أجل الأجر والثواب، فهل حقي سيرد لي في الدنيا، ويمكنني رؤيته في نفس الشعور الذي كنت فيه، وأن يتعرض لنفس الظلم الذي ظلمني به؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مظلوم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك -أخانا الحبيب- في استشارات إسلام ويب.
أولًا: نهنئك بفضل الله تعالى عليك وتوفيقه لك في أنك تقف الموقف الأفضل، وتتصرف التصرف الأمثل، وترتقي إلى الدرجة العليا في التعامل، وهي العفو والمسامحة، فإن هذا دليل على كرم خلقك وعِظَمِ نفسك، والله سبحانه وتعالى يُعامل الناس بجنس معاملتهم لبعضهم، فيغفر لمن غفر وسامح، ويرحم من يرحم، ويُعطي من يُنفق، وهكذا، فالجزاء من جنس العمل، ولذلك وصف الله تعالى عباده أصحاب الجنة في سورة آل عمران وغيرها من سور القرآن، وجعل من أوصافهم قوله سبحانه وتعالى: {والعافين عن الناس}؛ ولأنهم عَفَوا عن الناس كافأهم الله تعالى بالعفو عنهم، وسامحهم، وأدخلهم الجنان، وأخبر الله تعالى بأن من عفا وأصلح فإن أجره على ربه سبحانه وتعالى، فقال: {فمن عفا وأصلح فأجره على الله}.
فما دمت قد سامحت وعفوت ابتغاءً للثواب، وطلبًا لمرضاة الله تعالى واحتسابًا للأجر، فنرجو أن يكون قد وقع أجرك على الله تعالى، فلا تنتظر بعد ذلك عقوبةً تنزل بهؤلاء الذين سامحتهم وعفوت عنهم، فما دمت قد سامحتهم وعفوت عنهم، فإن هذا يعني أنك أسقطت حقك لنيل الثواب من الله تعالى، وما عند الله تعالى من الثواب خير لك وأعظم، وأكثر بركة، وأعظم سعادة لقلبك في دنياك وفي آخرتك.
فتذكَّر ثواب الله تعالى وجزاءه، وعوضه عمَّا فعلت؛ فإن ذلك يُسلِّيك عن هذا الشعور الذي تحسه، وتشعر بأن نفسك متشوقة إليه، وهو أن تراهم وهم يعيشون نفس العذاب، أو الألم النفسي الذي تعرضت أنت له.
نسأل الله تعالى أن يوفقك لكل خير.