الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أنا قصيرة القامة وخطيبي يتمنى زوجة طويلة، فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركته.

لدي مشكلة تؤرقني وتزعزع الثقة بنفسي .

أنا فتاة عمري 23 سنة، مخطوبة من شاب طيب ومتدين، وحالياً نجهز للزفاف الذي سيكون بعد 4 أشهر لندخل في مسار الحياة الزوجية.

المشكلة أني عرفت من خطيبي أنه يحب الفتاة ذات القامة الطويلة، ففي فترة الخطوبة وبحكم خجله لم ينظر إلي جيداً، رغم أنه زارنا ثلاث مرات حتى نتعرف على بعضنا، علماً أن طوله 176 سم، وطولي 152 سم.

مؤخراً كنت أتحدث إليه، فقال لي إنه لم يتصور أني قصيرة القامة، لكن طيبتي وجمالي وتديني يغنيه عن هذا الشرط، إلا أنني لم أقتنع، وأثر كلامه في نفسي، وخفت أن يكون خجله منعه من التراجع، أو أن يندم فيما بعد.

علماً أن خطيبي من مدينة أخرى بعيدة عن مدينتي، وقد خطبني بعدما سمع عني وعن أسرتي من أحد أصدقاء والدي.

أرجو أن تفيدوني، ماذا أفعل لأخرج من هذا الكابوس؟ أنا أحبه وأريد ان أرضيه، لكن في هذه المسألة لا أستطيع، آسفة على الإطالة، لكن ثقتي بكم جعلتني أستشيركم.

وشكراً لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فمرحباً بك -أيتها الأخت الكريمة- في موقعك استشارات إسلام ويب، ونحن نرحب بك ونشكرك على ثقتك فينا، ونسأل الله أن نكون عند ثقتك، ونسأل الله تعالى أن يبارك في خطيبك هذا، وأن يبارك لكما ويجمع بينكما في خير، ونتمنى أن تكثري من شكر الله تعالى الذي ساق إليك شاباً متديناً ترتضين دينه وخلقه، فهذا من فضل الله ونعمته، وشكر نعمة الله سبب في دوامها وزيادتها.

وما أجاب به خطيبك يدل على تدينه ورجاحة عقله، فإن المرأة لا يطلب فيها مجرد الجمال البارع، بل هناك أمور مهمة يتعين على الرجل العاقل أن يهتم بها عند اختياره لتكون زوجة له، وأهم هذه الصفات دينها وخلقها، فقد وصى النبي -صلى الله عليه وسلم- بهذه الصفة فقال: (فاظفر بذات الدين) وواضح جداً من سؤالك أن خطيبك قد رأى فيك من الجمال وحسن الخلق ووفرة الدين ما دعاه إلى الحرص عليك، والتنازل عن الرغبة عن صفة كان يتمنى حصولها.

فنصيحتنا -أيتها الكريمة- أن تعتني أنت بأنوثتك بعد الزواج، وتجتهدي في التجمل لزوجك، وتحرصي على أن لا يراك إلا في حالة تعجبه، واهتمي بعد ذلك بالقيام بدور الزوجة التي تحرص على إسعاد زوجها، وذلك بطاعته وموافقته وحسن التبعل له، وفي ذلك -إن شاء الله- ما يكفي لدوام الحياة الزوجية بينكما في سعادة وهناء.

إن ما فيك من الخصال الجميلة والصفات الحميدة، وما رزقك الله من جمال الخلقة ما يكفي عن صفة الطول التي كان خطيبك يريدها، فلا تحملي هماً وقلقاً لذلك، واجتهدي في تحقيق ما نصحناك به، ولا ننسى أن ننبهك إلى أن الخاطب قبل إجراء عقد الزواج لا يزال أجنبياً عن المخطوبة، وعليها أن تلزم الحجاب بحضرته، وتتجنب الخلوة به حتى يتم عقد النكاح.

نسأل الله أن يبارك لك ويقدر لك الخير، وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً