الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رجل مؤمن ولكنه شديد الانفعال والتوتر ويخير زوجته في الطلاق

السؤال

السلام عليكم.

زوجي مؤمن وداع وحافظ لكتاب الله عز وجل _ أحمد الله على ذلك _ إلا أنه شديد الانفعال والتوتر، كثيراً ما يوبخني وينازعني ويجادلني بقوة على مشهد ابنه، غير مكترث لمسمع الجيران، هددني بالطلاق، وخيرني فيه! مع أني أحبه وأحترمه وأطيعه وأخلص له وأقنع بالموجود، لا أقدر على فراقه، كما أن جداله الشديد يؤثر سلباً على نفسيتي وصحتي فما الحل؟ وجزاكم الله عنا كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمة الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فشكراً لك على اعترافك بمحاسن زوجك، ومرحباً بك بين آبائك والإخوان؛ فتوكلي على ربك الرحمن، وشاركي زوجك في الخيرات والقرآن، وكوني مطيعة له في كل آن، واشكريه على عطاياه والإحسان، واعلمي أن طاعته تُرضي الملِكِ الدَّيان، وأن الصبر عليه يوصل إلى الرضوان.

واعلمي أن المرأة العاقلة تمتص غضب زوجها وتجتهد في إرضائه، وتحسن الاعتذار وتتلطف في انتقاء الكلمات والألفاظ، وتضع يدها في يد زوجها وتقول: " لا أذوق غمضاً حتى ترضى ".

وهذا رجل من السلف قال لزوجته ليلة بنائه بها: أنتِ سيئة الخلق؛ فقالت له ملاطفة: " أسوأ منك من يلجئك إلى سوء الخلق ".

ولا شك أن ما يفعله هذا الزوج لا يخلو من الخطأ، ولكن لست أدري ما هي أسباب ذلك الانفعال؟ فإنه إذا عرف السبب بطل العجب! فاجتهدي في تفادي أسباب غضبه، وعلى كل حال فإن الرجل قد يغضب من الآتي:
1- عدم طاعة الزوجة له.
2- كثرة طلباتها وجدالها.
3- قلة احترامها لزوجها.
4- ذكر رجال آخرين ومقارنتهم به.
5- عدم اهتمام المرأة ببيتها وأولادها.
6- تقصيرها في حق زوجها.
7- كثرة خروجها من المنزل.
8- عدم تقديرها لزوجها واعترافها بفضله وإنزاله منزلته وإشعاره بالقبول والتقدير.
9- عدم شكره على معروفه وإحسانه.

ونحن نقترح عليك محاورة هذا الزوج بهدوء، مع ضرورة اختيار الوقت المناسب والألفاظ المناسبة، وأرجو أن تعلني له في البداية فخرك به ومعرفتك لفضله، وسرورك بطاعته لله، ثم تقولي له في هدوء: أتمنى أن لا توبخني وتحرجني أمام أولادنا والجيران؛ فأنتَ قدوة لنا وللناس، وأعلم منا بتأثير ذلك على زوجتك وأولادك، بل وعلى مكانتك عند الجيران.

وإليك هذه النصائح:
1) كثرة اللجوء إلى من يجيب من دعاه.
2) الحرص على طاعة الله، فإن للمعاصي شؤمها، والإنسان يرى أثر معصيته لله في خلق شريكه ودابته.
3) الاهتمام ببيتك وأولادك وزوجك.
4) عدم مجادلة الزوج عند قدومه، والهدوء عند منامه، والابتسامة عند طعامه، والسؤال عن أحواله والافتخار بإنجازاته.
5) حفظ أسراره وتفادي ما يضايقه.
6) شغل النفس بالمفيد والمواظبة على تلاوة الكتاب المجيد، والصلاة والسلام على رسول الله الحبيب.

ونسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يغفر ذنبك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً