الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعراض القولون العصبي وكيفية التعامل معها والتخلص منها

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أرجو أن تكون يا دكتور بصحة طيبة وخير.

موضوعي هو أني أعاني من القولون العصبي، وعملت منظاراً للمعدة والقولون، وكانت النتائج -ولله الحمد والمنة- سليمة، وترددت على العديد من العيادات، وصرفت الكثير من الأموال، فاجتهد البعض من الأطباء في إعطائي أنواعاً مختلفة من الأدوية، والتي عادة ما تسبب لي بعض الارتياح، ولكنها تؤثر على معدتي، أو بالأخص القولون، وهناك عقار استخدمته وهو (موتيفال) وهذا العقار يا دكتور أشعر معه بالراحة، وأستطيع أن آكل كل ما أشتهي بدون أن أشعر بأي منغصات، إلا أني لا أريد أن أدمن على أي نوع من الأدوية.

فهل هناك طريقة أو وصفة ممكن أن تريحني من هذه المعاناة، فأنا أعاني فعلاً يا دكتور من هذا الوضع، حيث أنني في الأيام التي أتوقف فيها عن العقار المذكور تمر بي ساعات لا أكاد أطيق فيها نفسي، مما يؤثر على مزاجي، كما ينقلب ذلك على أهلي وزوجتي وأولادي، حيث أنني أشعر بتقلصات في البطن، ومرة إمساك ومرة إسهال وشعور بالغثيان وكثرة التردد على الحمام -أجلكم الله- وينتابني شعور بأني مريض بمرض لم يستطع الأطباء تشخيصه، مما يجعلني أتردد على العيادات لعلي أجد الحل، ثم بعد ذلك بيوم أو يومين أشعر بتحسن، وتختفي هذه الأعراض وأمارس حياتي بشكل طبيعي من رياضة ورحلات وغيره، وصدقني يا دكتور من يراني لا يصدق أن بي أي مرض، ثم بعد ذلك أرجع إلى نفس الحالة.

ختاماً اسمح لي يا دكتور على الإطالة، وأرجو من الله ثم منكم مساعدتي في التخلص من هذه المعاناة، وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ بو أحمد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

حالة القولون العصبي، هو اعتلال وظيفي مؤقت ومتكرر للجهاز الهضمي، وليس بمرض عضوي، ولذا مهما عملت من تحاليل أو تصوير أو تنظير، فكلها تكون طبيعية، وكلما ذهبت من طبيب إلى آخر، قد يبتدئ المشوار معك من الأول.

من صفات هذا المرض أن الجهاز الهضمي للشخص يتعامل بطريقة غير طبيعية لأنواع محددة من المأكولات أو المشروبات، أو عند تعرض الشخص لبعض الحالات النفسية، فينتج عن هذا التعامل الغير طبيعي للجهاز الهضمي أعراض، مثل انتفاخ في البطن، وكثرة الغازات، وآلام غامضة ومتكررة، وإسهال أو إمساك، ومن الأسباب التي تحدث هذه الأعراض:

1. التدخين.
2. شرب الكحول.
3. بعض الحالات النفسية التي يكون فيها الشخص قلقاً أو مكتئباً أو حزيناً.
4. بعض المأكولات، والتي يختلف نوعها من شخص إلى آخر، ومن هذه المأكولات الفلافل، الشطة الحارة، الخضروات الغير مطبوخة كالخيار أو الفجل، الفول، العدس، وشرب القهوة، والبهارات، وبعض الناس الحليب.

وأما عن العلاج:
لا يوجد علاج قطعي ونهائي لحالة القولون العصبي، فهو مثل مرض الحساسية، الذي قد يكون عند شخص، بينما لا يكون عند شخص آخر، رغم تساويهما ربما حتى في أنواع المأكولات التي يتناولانها، وتتم معالجة حالة القولون العصبي بالآتي:

إذا كانت الأدوية هي الأساس في علاج أي مرض، فإن في حالة القولون العصبي تكون الإرشادات والنصائح هي الأساس، ومن هذه الإرشادات:
1. ابتعد عن القلق والاكتئاب بقدر الاستطاعة.

2. ابتعد عن شرب الكحول، والحمد لله فإن المسلمين ملتزمون بهذا الأمر؛ امتثالاً لشرع المولى عز وجل، وإنما ذكرته من باب الذكر لا غير.

3. ابتعد عن شرب القهوة، حيث وجد في حالات كثيرة أنها تساعد علي ظهور أعراض القولون العصبي.

4. مارس الرياضة بشكل منتظم.

5. أوقف التدخين فوراً.

6. أعد التفكير في اختيار أصناف غذائك، فحاول أن تبتعد عن المأكولات التي ترى أنها تثير حالة القولون العصبي عندك، حيث أنه لا يستطيع الطبيب تحديدها لك، فهي تختلف من شخص لآخر، ومن المأكولات التي قد تثير حالة القولون العصبي عند الأشخاص الذي يعانون من وجود هذه الحالة، هي الفول، العدس، السلطة، الخضروات الغير مطبوخة، الفلافل، الشطة الحارة.

7. رغم أن إضافة بعض الخضروات كالخيار والجرجير والفجل، قد يثير حالة القولون العصبي عند بعض الأشخاص، إلا أنها عند بعضهم قد تكون علاجاً ومخففا لحالة القولون العصبي، والذي يقرر هذا الأمر الشخص نفسه، وبمساعدة الطبيب.

8. اشرب كميات كبيرة من الماء، وخاصة في حالة الإمساك.

أما عن الموتيفال، فهو أحد الأدوية الفعالة في علاج هذه الحالة، كما هو الحال عندك، ويجب أن تنظر إلى الموضوع بأن هذا المرض ليس له علاج شاف، وإنما له علاج للأعراض؛ لأنه ليس بمرض عضوي، وطالما أن هناك أعراضاً فعليك أن تتناول الأدوية، ويمكن في بعض الحالات التي ترى فيها أن حالتك النفسية غير متوترة، وتستطيع التحكم بالغذاء الذي يسبب لك الأعراض، فإنه يمكن أن تقلل الأدوية، وتعود إلى الأدوية متى ظهرت الأعراض.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً