الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجي تأتيه هلاوس سمعية ويستجيب لها ولا يستطيع التحكم بنفسه.

السؤال

السلام عليكم..

أنا متزوجة من 6 سنوات، وعند بداية زواجي في الأشهر الأولى أحسست بأن زوجي إنسان غير طبيعي، مزدوج الشخصية، تأتيه هلاوس سمعية ويأخذ بها ويطبقها في حياتنا، وأحس بأنه لا يستطيع أن يتحكم في نفسه وأي رأي خارجي يأخذ به، وفي بداية زواجي به أخبرني أن هناك إنساناً مسيطر عليه.

أرجو منكم أن تفيدوني ما الذي يشكو منه زوجي؟ وهل له علاج؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ LKFHJ حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فالهلاوس السمعية التي يخاطب من خلالها الإنسان أناساً آخرين، أو يتخيل أنه يتحدث إلى أناس آخرين، لا شك أنها دليل على وجود حالة نفسية، ونصفها دائماً بالحالات الذهانية، وهذه الهلاوس هي من أكبر الأعراض التي من خلالها يمكن أن يشخص مرض الفصام، ومرض الفصام هو أحد الأمراض العقلية المعروفة ويصاب به 1 – 2%، ولكن مرض الفصام التي تظهر فيه الهلاوس السمعية، دائماً يكون من النوع الظناني، أو ما يعرف بالمرض الظناني الاضطهادي، وهو في الحقيقة يعتبر من أفضل أنواع مرض الفصام من حيث الاستجابة للعلاج.

إذن أيتها الأخت الفاضلة: أرجو ألا تنزعجي كثيراً، وأرجو أن تكوني قد تملكت الحقائق عن طبيعة الحالة التي يعاني منها زوجك، وأرجو ألا تحدث نوعاً من المواجهة معه في طبيعة مرضه، ويمكن أن تطمئنيه، ولكن يكون من الأفضل إذا قلت له: من الأفضل أن نذهب وأن نراجع الطبيب النفسي، فالحالة ليست صعبة في تشخيصها، وليست صعبة أيضاً من ناحية العلاج، ولكن العلاج يتطلب الالتزام.

ويعتقد أن هذه الهلاوس ناتجة من أماكن معينة في المخ، وهذه الأماكن تصاب بنوع من الاضطراب في بعض المواد الكيميائية التي تعرف باسم الناقلات العصبية أو المُوَصِّلات العصبية، والمواد التي دارت حولها البحوث هي المادة التي تعرف باسم سيرتونين، وهنالك مادة أخرى تعرف باسم دوبامين.
إذن فالأدوية التي تستعمل لعلاج الحالة هي الأدوية التي تؤدي إلى تنظيم هذا الخلل الكيمائي بإذن الله.

إذا لم يذهب زوجك للطبيب فأرجو محاولة إقناعه بتناول أحد الأدوية، هنالك مجموعة من الأدوية القديمة الفعّالة، ومنها العقار الذي يعرف باسم استلزين STALZINE، وهنالك أدوية حديثة أيضاً وفعّالة، والدواء الذي أفضله وأرشحه هو العقار الذي يعرف باسم رزبريادون RISPERIDONE، وجرعة البداية هي 2 مليجرام ليلاً لمدة أسبوعين، ثم بعد ذلك ترفع الجرعة إلى 2 مليجرام صباحاً و2 مليجرام مساء لمدة شهرين، ثم تكون الجرعة 2 مليجرام في الصباح و4 مليجرام مساءً.

وحين يصل لهذه الجرعة يجب إضافة دواء آخر يعرف باسم آرتين ARTANE، وجرعته هي 5 مليجرام في اليوم، وهذا الدواء لا يعالج المرض ولكنه يمنع الآثار الجانبية التي قد تسببها الجرعة العالية نسبياً من الرزبريادون.

زوجك لابد أن يستمر على الدواء لمدة عام كامل على الأقل، أي بجرعة 6 مليجرام، ثم بعد ذلك يمكن أن تخفض الجرعة إلى 4 مليجرام لمدة شهرين، ثم تخفض إلى 2 مليجرام لمدة ستة أشهر أخرى.

هنالك بدائل علاجية كثيرة بالنسبة للمرضى الذين لا يتعاونون مع العلاج، نعطيهم بعض الإبر التي يمكن أن يتناولها المريض مرة كل أسبوعين أو مرة كل ثلاثة أسابيع.

أرجو أن أؤكد لك أن هذه الحالة يمكن علاجها تماماً، وجزاك الله خيراً على مساندة زوجك، وأسأل الله له الشفاء.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الدنمارك مصطفى

    جزاكم الله خيرا على هاته المعلومات القيمة على قيامكم بهذا المجهود النبيل واللذي إستفاد منه الكثرون لقد شرحتم لنا بدقة عالية عن هذا المرض الصعب و هو الهلاوس السمعية وأيضا أعطيتمنا الذواء لهذا المرض شكرا لكم مع تحياتي.

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً