الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وساوس بنسيان الأشياء وضياعها

السؤال

السلام عليكم.
الدكتور/ محمد عبد العليم، حفظه الله تعالى!
أشكرك على الاستشارة التي قدمتها لي، وأريد الآن أن أخبرك عن بعض الوساوس، والتي لم أقدر حتى الآن أن أتغلب عليها، فأرجو مساعدتك.

فأنا عندما أكون جالساً في أي مكان، أي مقعداً على الحديقة، أو في البيت، وعندما أريد أن أقوم، أشعر بأن شيئاً لي قد ضاع في ذلك المكان، فأبدأ النظر إلى ذلك المكان بإمعان، ولا أتركه حتى آخذ نفساً أي شهيقاً وزفيراً.

وأيضاً أي شيء أفعله لا أتركه حتى آخذ نفساً، فهذه أصبحت عادة عندي، فما هو الحل للوسواس ولهذه العادة أي النفس؟ وهل له علاقة بالمخ؟

أما الوسواس الثاني الذي أشكو منه، فهو أني عندما أخلع ملابسي وأريد تعليقها، أفتشها قبل ذلك، وعندما أضعها على العلاقة، أظل ماسكاً بها، وأنظر إليها ظناً مني أن شيئاً منها قد وقع، فما الحل لهذا الوسواس؟

هذا بالنسبة إلى الوساوس، أما بالنسبة إلى الدواء الذي وصفه لي الدكتور الذي أتعالج عنده، فهو قد وصف لي البروزاك بمقدار ثلاث حبات في اليوم، حبة عند الفطور، وحبتين عند الغداء، ووصف لي أيضاً معه دواء هو: (ديبريكو50) آخذ حبة منه عند النوم.

فما رأيك بجرعة الروزاك؟ مع العلم أنه قد وصفه لي لشهرين ثم أذهب لمراجعته.
أرجو الرد ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ حسام حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نعم، فالذي تعاني منه هو نوع من الوساوس، ويعرف عن الوساوس أنها مرات تكون ذات طابع فيه شيء من الطقوسية، أي أن الإنسان يربط شيئاً بشيء آخر، وعليه فتوجد حلقة.

طريقة العلاج هنا هي أن تفكك هذه الحلقة، مثلاً إذا جلست في الحديقة وقمت، أرجو أن تترك شيئاً فعلاً - المفتاح مثلاً - قم من المقعد، اترك المفتاح ثم عد لأخذه، كرر ذلك مرتين أو ثلاثاً، ثم في المرة الرابعة أمسك المفتاح في يديك ولكن لا تضعه على المقعد، ثم اذهب، هنا يؤدي ذلك إلى نوع من فك الارتباط الشرطي، أي أن تفكك الفعل الوسواسي وتجزئه، وهذا إن شاء الله سوف يقلله.

أما بالنسبة للتنفس أو أخذ النفس مع النشاط الذي تقوم به من أجل التخلص من الوسواس، لماذا لا تستبدل النفس بشيء آخر، مثلاً يمكنك أن تضرب على يديك، يمكنك أن تعطس بدلاً من أخذ النفس، وهكذا.. أي أن تستبدل ذلك بنشاط آخر، وبعد ذلك سوف ترى أن النشاط الأول لم يكن هنالك أي داع له، وأن النشاط الثاني أيضاً لا داعي له.

إذن هذه هي الوسائل التي من خلالها يفكك الوساوس القهري.

أنت الحمد لله بخير، وهذه وساوس بسيطة وسوف تنتهي، وأنا سعيد جدّاً أن الطبيب قد وصف لك الجرعة الصحيحة من البروزاك؛ لأن البروزاك بجرعة 40 أو 60 مليجراماً في اليوم – أي كبسولتين إلى ثلاث في اليوم – هي الجرعة التي تعالج الوساوس، والجرعة الصغيرة تعالج الاكتئاب، ولكن هذه الجرعة هي الجرعة المطلوبة، وأنا أؤيد الطبيب فيما قام بوصفه لك، فقط عليك الالتزام به من أجل البناء الكيمائي، وأنا أعتقد أنك قد تحتاج تستمر على هذه الجرعة لمدة ستة أشهر وبعد ذلك يمكن أن تبدأ في تخفيضها بالتدريج.

عليك أن تكون واثقاً من نفسك، وعليك أن تحقر الوساوس وألا تتبعها، -وكما ذكرت لك- عليك أن تشرذمها وتفككها وسوف تنتهي بإذن الله.

وبالله التوفيق.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً