الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زواج الفتاة بأستاذها في الجامعة المتشبع بالثقافة الغربية

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شابة أبلغ من العمر 26 سنة، أدرس في الجامعة وقد طلب مني أستاذي الزواج منه، وعمره 38 سنة، لكنه متشبع بالثقافة الغربية ومعرفته بالمجال الديني قليلة، وفي يوم طلب منا أن نحضر له موضوعا ونبعثه له في البريد الإلكتروني، ومنذ تلك اللحظة وهو يعاكسني عبر النت، ويفرض علي أن أكلمه حتى في وقت الامتحانات، مما تسبب في تدني مستواي الدراسي، الحصة التي ندرس فيها عنده تكون يوم الجمعة عند الصلاة، إذن فلم يكن يذهب إلى الصلاة، وبعد تعرفه علي أصبح يعطي اهتماما بالمجال الديني، وأصبح يصلي في المسجد، لكن الذي أرغب أنا أن يكون زوجي أفضل مني في المجال الديني، وكذلك هناك اختلاف بين ثقافتنا.

في أول الأمر أعجبت به، لكن عند حديثي معه عبر النت تبين لي جهله الواضح بالدين، هو يقول أن أساعده وأن آخذ بيده وأنا رفضت ذلك.

فسؤالي: هل من الواجب أن أساعده بحيث يقول أنه لن يتزوج أبداً ويقول أنه يحبني بشكل مقدس؟ وأنا محتارة في أمري.
أفيدوني جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Sabrina حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:

فإذا كان انطباعك عنه جيداً ووجدت في نفسك قبولاً له، وتأكد لك أن حاله يمكن أن يصلح بالزواج منك، فاطلبي منه أن يطرق الباب ويتعرف على أهلك ويعرفهم بنفسه، فإذا حصلت الموافقة والتعارف فعند ذلك يمكن أن تتخذي قرارك المناسب، بعد أن تستخيري الكبير الواهب، وتشاوري محارمك، ومن الضروري التعرف على أسرته وأهله، والظروف التي نشأ فيها.

ونحن ننصحك بعدم التمادي معه في المكالمات والمراسلات، إلا بعد أن تكون تلك العلاقة شرعية، واعلمي أن رفضك لأسلوب المعاكسات يزيد من تعلقه بك، إن كان فيه خير، ويرسخ ثقة أهلك فيك، وهو قبل ذلك يجلب رضوان الله الذي حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن، وليس أحد أغير من الله.

ولا شك أن علاج الجهل يكون بالعلم، ولكن المهم هو استعداده لتلقي العلم الشرعي، والتمسك بما يرضي الله، ونحن نتمنى في مثل هذه الأحوال أن تزيد الفتاة من تمسكها بالدين، حتى تستطيع أن تؤثر ولا تتأثر.

ولا يخفى عليك أن أمر الزواج متروك للفتاة، لأنها وحدها التي ستعيش مع الرجل، ولذلك أعطاها التشريع هذا الحق، وجعل دور الذين حولها هو النصح والتوجيه، والتدخل في حالة وجود خلل في دين الخاطب يجعلهم يخافون على فتاتهم، أو في حال شعورهم بأنه غير مؤهل لتحمل المسئوليات، ولا مانع من المساعدة ولكن أن يجب يعرف أن مهرك هو الإسلام، وأنك لن تقبلي به إلا إذا تاب إلى الرحمن وابتعد عن الحرام، وأظهر الخير والالتزام، وتوقف عن معاكساته وجاء إلى أهلك بالاحترام.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله، فإن الله يتولى أمر أهلها، ويصلح لهم البال والأحوال، ويصرف عنهم الشرور والآثام، وأكرر نصحي لك بعدم دخول هذه التجربة إلا بعد التأكد من انتظامه في الصلاة، ورغبته في التصحيح، مع ضرورة أن تجعلي الالتزام والتمسك بالدين غاية لك.

ونسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً