الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أهمية معرفة أسباب الإصابة بحساسية الأورتكاريا في علاجها

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

توجد عندي حساسية عندما أتناول الحليب ومشتقاته، وكذلك البقوليات وخاصة الفول عندما يكون مطبوخاً، وقد أجريت اختباراً عن الحساسية واتضح أن الحساسية من نوعية معينة من السمك - هذا بحسب الاختبار -، ولكن أغلب السمك الذي أتناوله لا يسبب لي حساسية، مع العلم بأن الحساسية تأتي مباشرةً بعد أكل أي من البقوليات أو تناول الحليب ومشتقاته، وهي تأتي على هيئة بقع حمراء تتبعها حكة لفترة من الزمن.

وأما مكان البقعة فيبقى مدة على جسمي، كما أن الحساسية تأتي في أماكن معينة بالجسم ولا تأتي في الجسم كله؛ فإنها تأتي في يدي ورجلي فقط، علماً بأنني أعاني من هذه الحساسية منذ سنواتٍ طويلة، وقد أخذت بعض العلاجات ولكن الحساسية لم تنته، كما أنها تأتي في فصل الشتاء، وفي فصل الصيف تخف قليلاً. أفيدونا أفادكم الله.

ولكم الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ رمضان خليفة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فيبدو من الوصف أن ما تعاني منه هو الشرى أو الأورتيكاريا، والتي لها أسبابٌ أكثر من أن تُحصر، ولكنك - ولله الحمد - استطعت الوصول إلى بعض أسبابها، ويمكننا القول باختصار: إن الحساسية هي عبارة عن تفاعل المادة المثيرة للتحسس مع الجسم وأجهزته، وغالباً ما تدوم تلك التفاعلات بدوام الأسباب.

كما أن كل العلاجات هي عبارة عن محاولة لتخفيف تلك التفاعلات، ولكن الحل الأفضل هو تجنب السبب، وقد قيل في ذلك: (درهم وقاية خير من قنطار علاج).

وكمثالٍ على ذلك: لو أن مسماراً في حذاء أحدنا يسبب له ألماً عند المشي فقط، وليس عند الاستلقاء، فهل الحل أن يأخذ مُسَكِّنا للألم ويُبقي المسمار في الحذاء، أم الحل أن يخلع المسمار، أم أن يتجنب استعمال هذا الحذاء؟!

ومن العجيب أن من يبحث عن الدواء للحساسية المثبتة من الطعام يكون كمن يتهم الطبيب؛ لأنه أعطاه مسكناً لم يختف على إثره ألم المسمار وهو يدوس عليه، بل ويقول: دواء الطبيب لم ينفعني مع أنني لا أشعر بالألم إلا إذا مشيت!

ولا بد أن أُنبه إلى أن أصعب مرحلة في الحساسية هي اكتشاف السبب، وبعد اكتشاف السبب يتحول العلاج من علاج أعراضٍ إلى علاج أسبابٍ، أي: وقاية وتجنب، وإن أي تقصير في ذلك هو أملٌ في غير محله، أو إضاعة للوقت من غير طائل.

فعلينا أولاً الاعتراف بوجود الحساسية، وأنها ستضطرنا لاعتزال بعض الأشياء حتى ولو كنا نُحبها، وحتى ولو لم نكن متحسسين لها من قبل.

وأما عن الأدوية المضادة للحساسية فهنالك مضادات الهيستامين والكورتيزون وغيرها، وكل ذلك يُستعمل عندما نجهل السبب، ويجب ألا نستعمله إلا عند اللزوم، ويزول ذلك اللزوم بمعرفة السبب وتجنبه.

كما أنه قد يكون هناك تحسس لأكثر من مادة؛ فالفحوص التي تم إجراؤها دلَّت على بعض مسببات الحساسية وليس على كلها.

كما أود أن أضيف أن التحسس أمر فردي شخصي، أي أن ما يسري على أفراد لا يسري على غيرهم، وقد يتحسس أحد الناس من مادةٍ لا يتحسس أخوه منها، بينما قد يتحسس الأخ من مادة لا يتحسس منها المريض الأول .. وهكذا.

وختاماً: فهذه الحساسية لن تنتهي بوجود المحرضات - وهي المواد التي ذكرتها في السؤال -، فيجب إذن تجنب الأسباب، وهذا هو الحل، وفي حال عدم معرفة الأسباب فيجب الالتزام بالأدوية عند حدوث الحساسية.

ولقد أوردنا عدة إجابات عن الشرى نُفصِّل فيها الأسباب والعلاجات، وإليك أرقام بعضها للاطلاع عليها: (245949) و(235453) و(266197) و(262247).

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً