الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

دائم المشاكل والتوتر مع زوجتي

السؤال

السلام عليكم.

أنا عندي مشكلة عائلية مع زوجتي ودائم الصراخ وأحس بتوتر دائم، أفيدوني جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل / محمد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بداية نقدم لك اعتذارنا الشديد عن تأخر الرد، وذلك لظروف خارجة عن إرادتنا، ونعدك أننا سنكون أسرع في الرد في المرات القادمة بإذن الله، ويسرنا أن نرحب بك في موقعك الشبكة الإسلامية محور الاستشارات، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك أخي محمد.

وأما بخصوص مشكلتك فهي ليست أصعب من غيرها، وإنما كثيراً ما تحدث حتى في البيوت الملتزمة، أو المثقفة الواعية - كما يقولون -

والمشكلة ليست فيما يحدث، وإنما في عدم معرفة أسباب هذا التوتر والصراخ، وأيضاً عدم معرفة الآثار المترتبة عليه شرعية كانت أم طبية.

لذا لابد لنا أولاً من معرفة أسباب هذا التوتر، وأنت غالباً وحدك الذي يعرف السبب بدقة أكثر من غيرك، فلابد لك أولاً من تحديد الأسباب كما ذكرت، وإن كنت أظن أن السبب الرئيسي هو العوامل الوراثية والتربوية فلعلك أن تكون ضحية عوامل وراثية وتربوية خاطئة نشأت عليها وصعب عليك التخلص منها، وقد يكون سبب التوتر متعلقاً بالجانب الاقتصادي ومتطلبات الحياة، أو متعلقاً بالفوارق بينكما في الثقافة والوعي والتعليم، هذه كلها افتراضات قد يكون بعضها صحيحاً أو خاطئاً.

وعموماً فلابد من تحديد الأسباب ومعالجتها قدر الاستطاعة، ولتعلم أخي أن الغضب الفعال يتميز بدرجة عالية من النشاط في الجهاز العصبي، وبشعور قوي من عدم الرضا بسبب خطأ وهمي أو حقيقي، وحينما يتملك انفعال الغضب بالإنسان فإنه تتعطل قدرته على التفكير السليم، وقد تصدر عنه الأفعال أو الأقوال العدوانية:

ثانياً: علاج الغضب، فعلاج الغضب يكون بطريقتين:

الطريقة الأولى: الوقاية، وتحصل باجتناب أسباب الغضب ومنها: الجهل، العجلة، الشدة، عدم التثبت، عدم دقة تقدير الأمور، الكبر، الإعجاب بالنفس، الافتخار، الحرص المذموم.

الطريقة الثانية: العلاج إذا وقع الغضب، وينحصر في أنواع:

1- الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم بكثرة .

2- الدعاء والإلحاح على الله.

3- الوضوء .

4- تغيير الحالة التي عليها الغضبان بالجلوس، أو الاضطجاع، أو الخروج، أو الإمساك عن الكلام، أو غير ذلك.

5- استحضار ما ورد في كظم الغيظ من الثواب وما ورد في عاقبته من الخذلان .

6- استحضار الآثار المترتبة على الغضب من تطليق الزوجة، وتشتيت الأسرة، وتحويل الأطفال إلى قنبلة أخلاقية موقوتة تهدد المجتمع وأمنه واستقراره.

متمنياً لك التوفيق والسداد وأن يذهب عنك كيد شياطين الإنس والجن، وأن يذهب عنك حدة التوتر والغضب، وأن ينزل عليكم السكينة والرحمة، إنه جواد كريم.

الشيخ موافي عزب

============

وبعد استشارة المستشار النفسي أفاد بالتالي:

الأخ العزيز / السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته . وجزاك الله خيراً على سؤالك، نقول لك يا أخي إنه يحمد لك أنك ترى صراخك مع زوجتك يزيد من توترك، ومشكلتك مع أهلك، وربما تكون أنت شخصاً قلقاً، أو لديك صعوبات في التعامل خارج المنزل، وتنعكس هذه التراكمات النفسية بصورة سلبية في تعاملك في البيت، وحتى نكون أكثر مهنية في التعامل مع مثل هذه الأمور من المفترض أن نعرف شخصية زوجتك وتفاعلها معك، لأنها ربما تكون هي مساهمة أيضاً بقصد أو بدون قصد في هذا الإشكال الأسري، كما أنها تعتبر مساهماتها في علاج المشكلة ضرورية.
عموماً أخي من جانبك نريد أن نذكرك أن الزواج لابد أن تكون قواعده مبنية على المودة والسكينة والرحمة، وهو كما تعلم ميثاق غليظ.

وأرجو أن تعود نفسك على عدم الكتمان، وأن تعبر عن ذاتك في نفس اللحظة فيما يرضيك وما لا يرضيك خاصة حيال زوجتك، كما أرجو أن تستثمر اللحظات اللطيفة مع زوجتك لمناقشة أمور الأسرة، والاتفاق مع زوجتك أن هنالك خطوطاً حمراء يجب عدم تعديها من جانب الطرفين .

وأوصيك يا أخي أيضاً بأن تمارس شيئاً من الرياضة فهي تمتص الطاقات الغضبية، ولا شك أنك متفهم تماماً لما ورد في السنة النبوية المطهرة لمعالجة الغضب، فعليك الالتزام بذلك، وأنصحك أيضاً بتناول أحد الأدوية المزيلة للقلق، والموسعة للصدر، ومنها على سبيل المثال لا الحصر دواء يعرف باسم ( موديتين ) 1 ملمجرام تتناولها صباحاً ومساء أو العقار المعروف باسم ( موتيفال ) حبة صباحاً ومساء لمدة ثلاثة أشهر.
أسأل الله لك سعة البال، وأن يوفق بينك وبين زوجتك، وأن يبعد الشيطان عنكما.
د. محمد عبد العليم.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً