الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الشعور بقلة قيمة النفس

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أولاً: أشكركم على جهدكم المتواصل مع المرضى، وأتمنى الشفاء العاجل للجميع إن شاء الله.
كما أود أن أطرح عليكم مشكلتي؛ لعلي أجد لديكم الحل للتغلب عليها بإذن الله.

الحمد لله فأنا في المدرسة لا أعاني من أي خوف أو رهبة، فأنا أتكلم مع الأصدقاء بشكل طبيعي عندما يكون مزاجي طبيعياً، إلا أنني في بعض الأوقات أحس بضيقة في الصدر هي شبيهة بالاكتئاب مما تجعلني لا أحب الكلام، ولا أشعر بما يشعر به الناس أنهم يحبون التكلم مع الأصدقاء والمزاح وهكذا، وهذه الحالة ليست بشكل مستمر ولكنها تحدث في الغالب تقريباً.

المشكلة الأخرى هي ما بعد الدوام المدرسي، فأنا دائماً جالس في البيت -أي انطوائي- لا أذهب إلى المناسبات أو إلى أماكن تجمع الناس، وكذلك لا أرتبط بصديق معين، وكذلك إن ذهبت لأي مناسبة -وهذا نادراً ما يحصل- أشعر بعدم الثقة في النفس، وكذلك أقوم ببعض الحركات في الأيدي وتحديداً بالأصابع، ولا أدري لماذا هذه الحركة، أهي شعور بالنقص أم ماذا؟

لقد تعبت من هذه الحالة، وأريد علاجاً لهذا الأمر، فأنا أريد أن أكون مثل باقي الناس أخرج مع الأصدقاء وأستمتع، وتكون عندي الرغبة في تكوين الصداقات، وتكون لدي خصلة حب الأصدقاء وأن يكون مزاجي طبيعياً لا متكدراً يائساً.

أمر آخر: أشعر بالنقص ولا أدري لماذا!! لا أدري هل لقصر قامتي مثلاً، مع أن ذلك لا يهمني كثيراً وأنا مقتنع بما أعطاني إياه ربي.

وأخيراً أتمنى أن تدلوني على العلاج النفسي لهذه الأعراض لكي أتغلب عليها بإذن الله، فوالله لقد مللت، إنني أرى أخي الأصغر مني يخرج من البيت ويذهب إلى أصدقائه وأنا جالس في البيت كالعاجز! لا أقول لكم: إنني لا أخرج من البيت نهائياً، بل أخرج في الغالب لشراء بعض احتياجات البيت ومن ثم أرجع، ولكنني لا أختلط بأحد وهذا ما يزعجني، وليس هذا عدم رغبة مني ولكنني أحس أن هنالك حاجزاً بيني وبين الناس، وحتى إخوتي الذين هم أصغر مني بدءوا يحسون بأن ليس لدي أصدقاء.
أرجو أنكم تفهمتم وضعي، وأرجو أن ترشدوني إلى الطريق الصحيح.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ناصر حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الشعور بضئالة الذات وتقليل قيمة النفس يعتبر من علل الشخصية، وهي سمة تكون مكتسبة في بعض الأحيان، وتكون من الصغر والتنشئة في الحالات الأخرى، كما أن الاكتئاب النفسي قد يسبب هذه الحالة، وهذا ما أراه تقريباً في حالتك.

العلاج الأساسي هو ما يعرف بتطوير المهارات الاجتماعية، وتبدأ تلك بالنظر للناس في وجوههم حين الكلام معهم، ويمكن أن تبدأ بأقرب الناس إليك أو يمكن أن يكون ذلك في الخيال أولاً، مثلاً: أن تتخيل أنك أمام شخص وتتحدث لديه في موضوع ما، وهنا تتخيل أنك تنظر في عينه حين الكلام على أن لا تقل مدة هذا التمرين الذهني لمدة 15 دقيقة وهكذا.

الشيء الآخر هو ممارسة الرياضة الاجتماعية، فقد وجد أنها بصورة لا شعورية تؤدي إلى صقل النفس وتفاعلها مع الآخرين بصورة تنتقل من اللاشعور إلى الشعور في الواقع.
أنت مطالب أيضاً بأن تبحث عن الإيجابيات في حياتك وتحاول أن تطورها وتضخمها وتحبسها وتتمعن فيها، وإن شاء الله سيكون ذلك دافع لك لاكتشاف أشياء إيجابية أخرى تجعلك أكثر قدرة على التفاعل مع الآخرين.

توجد الآن بفضل الله تعالى علاجات دوائية كثيرة تساعد في علاج الاكتئاب والرهاب والقلق المصاحب كما هو في مثل حالتك.
وهنالك دواءان أرجو أن تبدأ في استعمالهما: الأول يعرف باسم موتيفال، تأخذ منه حبة واحدة في الصباح، والثاني يعرف باسم زيروكسات تبدأ بأخذ نصف حبة تأخذ منه لمدة أسبوعين، ثم ترفعها إلى حبة كاملة لمدة 3 أشهر، وإذا لم تحس بتحسن حقيقي يمكن أن ترفع جرعة العلاج إلى حبة ونصف ليلاً لمدة أشهر أخرى بعدها يمكن أن تقلل العلاج بواقع نصف حبة كل أسبوعين.
ولا مانع أن تستمر على الموتيفال لمدة من تسعة أشهر إلى سنة.
وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً