الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الخوف من المرتفعات وكيفية علاجه

السؤال

أعاني من الهلع ومن التوهم المرضي من المرتفعات العالية، علماً بأني أخرج كل مكان، ولا أجلس بمفردي، بل أحب أن أستمتع بحياتي في المباحات، ولكن أعاني من تلك الأمور التي ذكرتها، ومقتنع أنها أمور نفسية يمكن التغلب عليها، مع العلم بأني إلى الآن لا أستخدم أي علاج، فما هو أفضل علاج غير دوائي؟ وهل لهذه الأمور علاج؟ وهل هناك أناس تغلبوا على ذلك من غير دواء؟
وشكراً لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

المخاوف النفسية منتشرة بين الناس، ومنها الخوف من المرتفعات، ويقول علماء النفس أن هذا الأمر قد اكتسبه الإنسان ربما عن طريق التعرض لموقف أخافه متعلق بالأماكن المرتفعة.

يتمثل العلاج في: علاج دوائي، وعلاج سلوكي.

فالعلاج السلوكي قائم على المواجهة وعدم التجنب، وتكون المواجهة أولاً في الخيال ثم عن طريق التطبيق العملي.

المواجهة في الخيال يجب أن تجلس مع نفسك في مكان هادئ يومياً لمدة نصف ساعة، وتغمض العينين، وتحاول أن تكون في وضع استرخائي، ثم تتأمل أنك في سطح عمارة شاهقة، وتنظر إلى الأرض، ويجب أن لا تشرد بخيالك إلى نشاط ذهني آخر حيث يتملكك شيء من الخوف، بل تصر وتستمر في التأمل والتعمق.

ويمكن أن تنقل نفسك إلى وضع خيال تصوري آخر، كأنك أنت مهندس البناء الذي يشرف على صيانة أو بناء هذه العمارة، ويمكن أن تتصور موقف آخر أنك عضو فاعل في الدفاع المدني، وقد طُلب منك إنقاذ بعض المحاصرين في الطابق العلوي لأحد الطوابق الشاهقة.

أما بالنسبة للتطبيق العملي فيتكون من الصعود للأماكن الشاهقة بالتدرج، فمثلاً اذهب إلى عمارة وقف على الطابق الثاني في اليوم الأول، وانظر إلى الأرض، ولا تتجنب هذا الموقف حين يتملكك الخوف، وفي اليوم الثاني قف على الطابق الثالث وهكذا.

العلاجات الدوائية بالرغم من أنك محتفظ حيالها إلا أنه ربما يكون من المعين أن تأخذ علاج مثل الزيروكسات بواقع نصف حبة (10 مليجرام) يومياً لمدة أسبوعين، ثم حبة كاملة ليلاً بعد الأكل لمدة 3 أشهر، ثم يمكن أن تخفض ذلك إلى نصف حبة لمدة أسبوعين.

لقد أثبتت كل الأبحاث أن العلاجات الدوائية تساعد وتدعم العلاج السلوكي، مما يعجل النتائج الإيجابية ويعجل الشفاء بإذن الله، وبالله التوفيق.



مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً