الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الألد في الخصومة .. نظرة شرعية

السؤال

إني شديد الخصومة عندما أختلف مع أي شخص، ولا أستطيع أن أرى وجهه أو مجرد سماع صوته، ولا أرضى وأهدأ بسهولة، مع محاولتي الإقلاع عن هذه المشكلة ولكني أفشل.

أرجو مساعدتي في هذا الموضوع، وهل علي إثمٌ في ذلك؟
شكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حسن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

إنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يعافيك من هذا الداء، وأن يرزقك صفة العفو وسلامة الصدر وحب الناس والترفع عن الدنايا، وأن يجعلك من عباده الصالحين وأوليائه المقربين.

بخصوص ما ورد برسالتك: فإنه لمن المؤلم حقاً أن يشعر الإنسان بأنه لا يملك القدرة على الصفح والعفو عن الزلات، خاصة عن أقرب الناس إليه، فكم يخسر الواحد من أصدقاء وزملاء وأحبة بسبب هذه الصفة الذميمة، وكثيرٌ من هذه الصفات قد تلعب عوامل الوراثة أو التربية فيها دوراً هاماً، مما يجعلها عتية ومتمردة على كثير من محاولات العلاج والإصلاح، ورغم ذلك -فكما قالوا: لا يأس من الحياة، ولا حياة مع اليأس- لابد أن نواصل طرق الأبواب حتى تفتح، ولابد أن نواصل محاولات العلاج حتى يتم الشفاء، فهذا ليس من المستحيلات، ولكنه فقط يحتاج إلى مزيدٍ من الصبر، مع التنوع في العلاج، لذا أنصحك أخي محمد بالآتي:

1- الدعاء والإلحاح على الله بشدة، خاصة في أوقات الإجابة أن يعافيك من هذه المشكلة.

2- قراءة ما يتعلق بصفات المنافقين خاصة شدة الخصومة، واللجاجة فيها، والآثار المتربة على ذلك.

3- قراءة ما يتعلق بصفة العفو ومنزلة العافين عن الناس في الدنيا والآخرة.

4- قراءة سير السلف الصالح من الصحابة والتابعين في مجال العفو.

5- الاطلاع على السيرة النبوية للوقوف على مدى عفو النبي صلى الله عليه وسلم.

6- هناك برنامج من البرامج اللغوية العصبية، خلاصته أن تحاول تغيير صفات الكلام والمتكلم في ذهنك، كأن تتخيل الكلام مضحكاً أو المتحدث في صورة محببة لديك، ويسمى برنامج تغيير الصور التمثيلية، بأن تحاول تغيير الكلام داخل عقلك، وتقبله على أنه كلام عادي أو مضحك، وكذلك تتصور أن المتحدث إليك شخص لا يمكنك مقاطعته، وإن شاء الله سوف تتخلص من ذلك في القريب العاجل.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً