الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

معاناة الزوجة الثانية بسبب أخلاق الزوجة الأولى

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
أنا متزوجة منذ سنة ولله الحمد والمنة، وأنا الزوجة الثانية، منذ عرفت زوجته الأولى موضوع زواجنا أقامت الدنيا على رؤوسنا، وأصبح الوضع لا يطاق، في البداية وضعت برنامج الزيارات والمبيت ولم تعطني سوى ساعات قليلة أراه فيها أربعة أيام في الأسبوع، بمعدل ساعة يومياً، وطبعاً يوم الأربعاء والخميس والجمعة لا أراه نهائياً إلا في ليلة السبت الساعة الحادية عشرة ليلاً، يحضر في تلك الليلة منهكاً، وكل ما يريده هو أن يرتاح وينام، أما أنا فأتحمل ذلك كي تسير القافلة على خير.
وكانت تحرضه علي وتقول له: لا تنم معها، وكانت قبل أن ينزل تقوم هي بالواجب ويأتي منهكاً غير قادر على شيء حتى لا أحمل منه، ولا يشاركهم وريث في رزقهم، وبعد فتره نزلت تزور أهلها في بلدها، ووجد أنها خانت الأمانة التي حملها إياها مع أخيها وأفسدها على زوجي، وطلبوا طلاقي حتى ترجع هي والأولاد، لكنه رفض ذلك، عمل المستحيل في سبيل أن ترجع إلى بيتها، وأن يسامحها على أفعالها الشنيعة تجاهه وأهله، وقد أصبح يثور علي لأتفه سبب، وأحياناً كثيرة جداً دون سبب، سألته مراراً: لماذا تفعل بي هذا؟ ولماذا هذه القسوة؟ لم أفعل له شيئاً، لقد كنت صابرة ومحتسبة عند الله، ولا أرد عليه في أي إساءة، ولا أرفع صوتي عليه، وأحترمه، لكن كل ما يقوله لي أنني لست المقصودة بذلك، إنما ما يشعر به من نار تجاه ما عملته زوجته الأولى من إهانات وفضائح له، وكأنني أنا المذنبة.
حتى هذه اللحظة تعبت جداً من كثرة المشاكل التي أصبحت موجودة، ماذا أفعل؟ أرجوكم ساعدوني، لا أستطيع إخبار أهلي؛ فأهلي في بلد وأنا في بلدٍ آخر، وأحاول جاهدةً أن أحافظ على صورته أمام أهلي، ولا يعلمون بما يدور بيني وبينه، وأقسم برب البيت أنني غير مقصرة في أي واجب من واجباته، وهو يقر بذلك، وعندما يخطئ في حقي لا أقول له إلا جزاك الله خيراً، وأبتعد عنه، ولا أحاول أن أقول له لماذا، أو حتى أعاتبه، لكنني مرهقة ومجهدة، وأصبحت ضعيفة، كل ما أريده هو المودة والرحمة والسكينة.

أرجوكم ردوا علي بسرعة قبل أن أرتكب خطأ في حق نفسي، وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة / حور حاتم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يربط على قلبك، وأن يعين زوجك على العدل والإنصاف، وأن يثبتك على الحق، وأن يرزقك مزيداً من الصبر حتى تواصلين رحلتك نحو الاستقرار والسعادة.

وبخصوص ما ورد برسالتك: فإني لأحمد الله إليك أن من عليك بهذا الخلق الطيب، وتلك القدرة الرائعة على احتواء المشاكل، والقدرة على مواجهة تلك التحديات التي كان من الممكن أن تعصف بالأسرة كلها لولا ما حباك الله به من حكمة ورجاحة عقل، وتفهم لعواقب الأمور وحسن تقديرها، وتلك كلها صفات رائعة فعلاً، ورغم المعاناة والتي ما زلت تشكين منها إلا أنني أرى النصر حليفك والعاقبة لك إن شاء الله، وما هذه المشاكل التي ذكرتها إلا سحابة صيف توشك أن تنقشع وتزول بإذنه سبحانه، فلقد وعدنا الله جل جلاله أن العاقبة للصابرين، وأنه مع الصابرين، وأنه يحب الصابرين، وها هو رسول الله صلى الله عليه وسلم يبشرك قائلاً: (واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسراً).

فأوصيك بعدم العجلة أو استعجال النتائج، وإنما عليك بمزيد من الصبر وحسن الخلق، وعما قريب سوف ترين بنفسك نتيجة ذلك إن شاء الله، مع الإصرار على عدم الفشل، فأوصيك بعدم اليأس، وبذل المزيد من الصبر والتحمل، ولا تنسي أعظم سلاح، ألا وهو الدعاء، واعلمي أنه لا يرد القضاء إلا الدعاء، وأنه ينفع مما نزل ومما لم ينزل كما ورد في السنة، فواصلي الصبر، وأكثري من الدعاء والإلحاح على الله، وعما قريب سترفرف السعادة على بيتك، وتصبحين وزوجك من أسعد الناس، وما ذلك على الله بعزيز.
وبالله التوفيق.



مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً