الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الإهمال من زوج مسن للزوجة الثانية

السؤال

السلام عليكم.
أنا فتاة تزوجت منذ عام ونصف، زوجي لديه زوجة أخرى، وعمره 55 عاماً، ويعيش في مدينة الرياض بسبب عمله، وهو يعمل مديراً لقسم الحسابات في البنك، وأنا أعيش في جدة، في بيت جدي من أمي -يرحمه الله - وذلك بطلب من زوجي؛ لأن زوجته الأولى لا تعلم بزواجه مني، وهي أيضاً تعيش في باكستان، بسبب مشاكل بينهما، وهي تأتي المملكة بين فترةٍ وأخرى.

مشكلتي هي أنه من اليوم الأول من زواجنا وزوجي يعاملني بجفاءٍ لا أعرف له سبباً، مع أنه هو من ألح بالزواج مني، وكلما طلبت منه زيارتي يتحجج بكثرة العمل، حتى في أيام الخميس والجمعة، ثم أكتشف أنه كان مع أصدقائه، إما في شقته، أو يذهب هو إلى بيوتهم، وعندما أذهب أنا عنده، يحسسني بأنني ضيفة، وعملي هو إشباع رغبته الجنسية والعمل في المنزل فقط، وكذلك لا يذهب معي خارج المنزل إلا في وقت متأخر من الليل مرةً واحدة فقط خلال مدة إقامتي، وهي أسبوع واحد، والآن بدأ يقول لي: "أنا أزهق عندما يأتي إلى بيتي أحد، سواءً أكنت أنت أو أي شخص آخر؛ لا أحب وجود أحد في بيتي" .

والآن ما يقلقني هو أنه بدأ يمنعني من الاتصال به، حتى ولو برسائل الجوال، مع العلم أن حالته المادية ممتازة، ومع ذلك لا يشتري لي شيئاً، ومصروفي 700 ريال في الشهر فقط، أصرف منه على البيت، وعلى علاج جدتي، حيث ليس لها أحد غيري، وأنا وحيدة، فقد توفيت والدتي ووالدي في حادث سيارة في يوم واحد، وليس لدي إخوة، فماذا أفعل مع زوجي؟ هل أطلب منه الطلاق، أم أصبر على إهانته لي؟

ومع معاملته الحقيرة لي إلا أنني أحبه كثيراً، وأحافظ على أحاسيسه، وأظهر له دائماً بأنه في مكان تقدير واحترام، مع أن زوجته الأولى لا تحترمه، ودائماً تحاول إهانته أمام أولادها وأصدقائه؛ ومع ذلك يحبها ويخاف منها، ويصرف عليها كثيراً، وهو ليس بخيلاً، سواءً معها أو مع أصدقائه، وهي تكبره في السن بما يقارب 10 سنوات، أقسم بالله أنني لا أغار منها، ولكنني أريد حقوقي كزوجة، أريد حلاً.
أرجو الإجابة بأسرع وقت ممكن؛ فأنا لا أنام الليل من كثرة تفكيري في المشكلة! إذا طلبت الطلاق فليس لي أحد ألجأ إليه، وإذا بقيت معه فلن أكون سوى خادمة أو جارية، أو واحدة من اللواتي هو على علاقة غير شرعية معهن!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Azra حفظها الله!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية! فأهلا وسهلا ومرحبا بك! وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت، وفي أي موضوع! ونعتذر شديد الاعتذار عن تأخر الرد؛ نظراً لظروف السفر والمرض! ونعدك أن نكون أسرع في المرات القادمة إن شاء الله!

ونسأله جل وعلا أن ييسر أمرك، ويشرح صدرك للذي هو خير، وأن يجعل لك من لدنه وليا ونصيراً، وأن يصلح زوجك، وأن يرزقك البر بجدتك والصبر على زوجك!.

وبخصوص ما ورد برسالتك، فكان الله في عونك، ورزقك الصبر والثبات، وحقيقة أنه لأمر محير فعلا! إذ كيف تعيش امرأة مع زوج بهذا المستوى، وبهذا الظلم والإهمال، وعدم تقدير مشاعر زوجته، وهضم حقها!؟ ولا أدري ماذا سيقول مثل هذا الزوج يوم القيامة!؟

عموماً، أنصحك - أختي الكريمة - أولاً بإدخال بعض أهل الخير بينك وبين زوجك؛ لنصحه وتذكيره بحقك الشرعي، وما يلزمه تجاهك؛ لعل وعسى أن يستقيم حاله، فإن استقام حاله، فهذا ما نرجوه ونتمناه، وإن كان على خلاف ذلك فأرى أن تصبري عليه؛ نظراً لظروفك الخاصة التي تعيشينها، فمما لا شك فيه أن وجودك في ظل رجل - حتى ولو مع هضم كثير من حقوقك - أهم وأولى بكثير من حياة العزوبية، خاصة وأن المبلغ الذي تحصلين عليه - وإن كان قليلاً - إلا أنه قد يستفاد منه في قضاء بعض الحاجات الضرورية لك ولجدتك.

وأوصيك بالدعاء والإلحاح على الله أن يصلحه الله، وأن يؤلف ما بينك وبينه! وأن يوفقه لإعطائك حقك الشرعي الذي يرضي الله ورسوله! واطلبي الدعاء من جدتك؛ لأن دعائها لا يرد؛ نظراً لظروفها السنية والصحية.

فاصبري، واحتسبي، وأكثري من الدعاء! واعلمي أنه لا يرد القضاء إلا الدعاء، وأنه ينفع مما نزل ومما لم ينزل، فعليك بالدعاء!.

مع تمنياتنا لك بالتوفيق والسعادة وصلاح الحال!

وبالله التوفيق!



مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • روسيا الإتحادية asera.althokreit

    الله يصبرك يااختي ويهدي زوجك الى مايرضي الله ويصلح حاله معك

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً