الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التفكير بالطلاق بسبب العيش في بلاد الغرب

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا سيدة متزوجة منذ عشر سنوات ولي أطفال، أعيش وزوجي في تفاهم في معظم الأمور بالرغم من الظروف المادية القاسية إلا أننا دائماً نرضى بما رزقنا الله، وجاءت فرصة عمل لزوجي خارج البلد، ومن هنا تبدأ المشكلة:
حيث أني لم أستطع التأقلم، وجو هذا البلد لا يسمع فيها أذان، ومظاهر الانحلال في كل مكان، المهم أني تضايقت كثيراً، وأصبحت عندي حالة قلق واكتئاب واختلاق المشاكل، وأصبحت كثيرة الشك والتذمر بالرغم من أن زوجي منذ مجيئنا -والحمد لله- زاد تمسكه بالدين عن ذي قبل، وأنا أيضاً زدت التزاماً وحباً وتمسكاً بإسلامنا الرائع.
وأنا أحمد الله ليل نهار على نعمة الهداية، كما أننا -والحمد لله- قد رزقنا الله وتحسنت ظروفنا المعيشية، ولكني على الرغم من كل هذه الإيجابيات إلا أني في حالة دائمة من القلق، وأفكر بأن وجودي في بلاد الكفار حرام، وأصبحت تأتيني أفكار بأن الراحة في الطلاق، ولكني أتعوذ من الشيطان، فهل هذه حالة نفسية؟ أم هي وسوسة الشيطان الذي يزين لي الانفصال؟
أرجو أن تفيدوني بنصحكم ودعمكم لي؛ فأنا وحيدة في بلد غريب.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مسلمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله أن يهدينا وإياكم سواء السبيل، وإني لأحمد الله لي ولكم أن أنعم عليكم بنعمة التمسك بدينه، وأخرجكم من ضائقة الدنيا إلى سعتها.

الأخت الكريمة! أنتِ في نعمةٍ من نعم الله، وهي نعمة التمسك بالدين، ونعمة سعة الرزق وتحسين ظروفكم المعيشية، ونعمة تدين زوجك، وهذه تتطلب منك الشكر والحمد لله، وكثرة الإقبال على الله بالطاعة.
وأرى أن الشيطان قد وجد مدخلاً عليكم، وحسدكم على نعم الله هذه، فأراد أن يفرق بينكم، وهذه إحدى مهمات الشيطان أن يفرق بين المرء وزوجه.

فيا أختي بدلاً من أن تنظرين إلى نعم الله عليك فتقابليها بالحمد والشكر، تقابلينها بالجحود والكفران! لا أظن أن هذا حال المؤمنة.
أختي! اعلمي أن الابتلاء من الله لعباده حتمي، وقد كان ابتلاؤكم بقلة الرزق فصبرتم، ثم فتح الله عليكم، والآن يبتليكم بنوعٍ آخر، وهو أن تعيشوا في جو الانحلال والفساد والبُعد عن الدين، فهل ستصبرون أم تكفرون؟ ألم يعش النبي صلى الله عليه وسلم في جو الكفر والطغيان والفساد في مكة حتى فتح الله عليه بالهجرة؟ ألم يعش اليوم مسلمون في بلاد الغرب والشرق وسط الخمور والانحلال الأخلاقي والفساد السلوكي، ولكنهم متمسكون بدينهم؟ ماذا لو طلقت نفسك؟ ألست بهذا تعينين زوجك على الفساد فتتحملين هذا الذنب؟ عليك أن ترجعي إلى الله، وتستعيذي به من الشيطان، وتقبلي على زوجك فتدخلي الجنة بطاعته وخدمته والجهاد فيه، فطاعته وخدمته جهاد، أي: لك أجر المجاهد في سبيل الله، فعليك بكثرة الحمد والشكر والطاعة، وكثرة الدعاء أن يثبتك الله على الخير.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً