الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تأمين مستقبل الأولاد.. بين التوكل والتواكل

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

السؤال الذي يحيرني هو المستقبل، وهو في علم الله بالطبع، فأنا أعيش يوماً بيوم ولا أفكر في الغد مطلقاً، علماً بأني أعمل بشركة وأحصل على راتب يمكنني من العيش دون أن أوفر أي شيء للأولاد.

هل هذا يعتبر تواكلاً أو نوعاً من عدم الطموح؟ لا أعرف! أناس كثيرون يستغربون هذا المنطق وهو عدم تأمين مستقبل الأولاد، أرجو إفادتي، جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ وليد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

أسأل الله تعالى التوفيق لي ولكم أبداً.

بخصوص سؤالك عن تأمين مستقبل أولادك، فهذا أمرٌ لازم عليك؛ لأنك مسئولٌ عنهم، وواجبك أن تجدّ وتعمل في إطار العمل الحلال، حتى توفر لهم لقمة العيش الحلال؛ ثم تؤمّن مستقبلهم، وتواجه نوائب الدهر، وكونك تتركهم بلا شيء هذا تواكل، وقد ورد في السنة النبوية قصة عن صحابي أراد أن يوقف ماله كله في سبيل الله، فنهاه النبي صلى الله عليه وسلم، ثم أراد أن يوقف الثلثين فنهاه، وأراد أن يوقف الثلث فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: (الثلث والثلث كثير، إنك إن تذر ورثتك أغنياء خيرٌ من أن تذرهم فقراء يتكففون الناس).

هذا دليلٌ واضح على تأمين مستقبل الأولاد، ويقول الله تعالى: (وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا) [القصص:77] فالنص واضح، فعليك أخي من الآن أن تعمل جاهداً على توفير العيش السعيد لأولادك من غير تبذير ولا تقتير، وتوفّر لهم جزءاً تؤمن به مستقبلهم إن شاء الله.

وفقك الله لما فيه الخير والرضا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً