الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رفضت الخاطب رغم موافقة أهلي عليه

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة مسلمة ـ والحمد لله ـ متدينة، تمت خطبتي لشاب يسكن قربنا ولم يتم كتب الكتاب أو إتمام عقد الزواج، وبعد انقضاء أربعة شهور على خطبتي أيقنت أني وهذا الشاب لا يمكننا أن نكمل سويا وطلبت الافتراق عنه لكنه لم يوافق بحجة أنه يحبني، وبعد أن عرضت الأمر على أهلي لم يوافقوا على تركي لهذا الشخص بحجة أنني لم أمعن التفكير في تركي له وعواقبه، حيث إنني أسكن في منطقة أهلها رجعيون ويعتقد معظمهم أن الفتاة حين تبلغ العشرين فما فوق تتناقص فرصتها للحصول على زوج؛ لذلك يخاف أهلي ألا أحصل على زوج آخر، فماذا أفعل؟

لقد انقضت ثلاثة أشهر وأنا أحاول أن أقنع أهلي بالموافقة على تركي لهذا الشخص وهم رافضون، فكيف أتزوج شخصاً لا أطيق حتى النظر في وجهه فلم أكره أحداً في حياتي، وقد أوشكت أن أكره هذا الشخص حيث سبب لي الكثير من الألم، فهل سيكون زواجي منه حلالا إذا قلت نعم وأنا من داخلي رافضة لزواجي منه، فأنا أخشى من غضب أهلي علي، فماذا أفعل؟ هل أستمر معه وأتزوجه وأنا كارهة أم أستمر في رفضي وأخسر رضا أهلي الذي طالما حاولت ألا أخسره؟

الرجاء مساعدتي في هذا الموضوع وإخباري بحكم زواجي به وأنا كارهة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Mai حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يشرح صدرك للذي هو خير، وأن يرزقك زوجاً صالحاً يحبك وتحبينه، اللهم آمين.

وبخصوص ما ورد برسالتك، فإن الشرع قد جعل لك الحق في قبول أو رفض من يتقدم إليك، فإذا كنتِ فعلاً لا تستطيعين العيش معه، وأنك حاولت فلم توفقي في ذلك، فإن حقك شرعاً رفضه، حتى وإن كان ذلك غير رغبة أهلك؛ لأنك أنت وحدك الذي ستدفعين ثمن الرفض أو القبول.

لذا أنصحك أختي بمراجعة موقفك، والبحث في أسباب هذا النفور وعدم القبول، فإن كان الأمر فعلاً لا يصلح معه أي علاج فمن حقك الرفض، وإن كانت بادرة أمل ولو صغيرة، فأتمنى استغلالها إكراماً لأهلك، ومراعاةً للظروف المحيطة بك، وأتمنى أن تكوني منصفة في الموازنة يبن محاسنه ومساوئه حتى لا تظلمي نفسك وتغضبي أهلك، فاستخيري الله تعالى، وكرري الاستخارة، وأكثري من الدعاء أن يُعينك مولاك على الاختيار الأفضل لك في دينك ودنياك، كما أتمنى أن تكوني واقعية في حكمك، ولا تكوني من الذين يحلّقون في السحاب، ويشترطون أن يكون فارس الأحلام كنجوم السينما ومذيعي النشرات وعارضي الأزياء، وأن يكون لونه كذا وشعره كذا، فإن الدين والخلق هما أساس اختيار الزوج، كما أوصاك الحبيب صلى الله عليه وسلم، فاستخيري الله، واعقدي الموازنة، وكوني واقعية في شروطك، ثم بعد ذلك اتخذي قرارك، واعلمي أنه ليس من حق أهلك إجبارك على شخص لا تحبينه؛ لأن هذا حق كفله الشرع لك، واعتذري لأهلك، وحاولي تطييب خاطرهم في حالة اختيارك الرفض.

مع تمنياتنا لك بالتوفيق للقرار الصائب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً