الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عدم الاستجابة للوسواس في الوضوء والصلاة هو علاجها الأساسي

السؤال

أعاني من وسواس في وضوئي وصلاتي حتى صار الوضوء ودخول الحمام للوضوء هماً بالنسبة لي.
أعتقد دائماً ان هناك شيئاً قد خرج من السبيلين، أفيدوني وأعينوني يرحمكم الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة / تسنيم حفظها الله .
السلام عليكم ورحمة الله تعالي وبركاته وبعد،،،

إن ما ذكرته من شعور بخروج الريح أو نزول البول هو من الوساوس الشائعة، وإن مما لا شك فيه أن الوساوس نوع من السلوك المكتسب، وفي مثل حالتك ربما تكون تكونت لديك أفكار عن الطهارة ومتطلباتها، مما هو خارج نطاق المطلوب، وليس من الضروري أن تكون هذه الأفكار تحت التحكم الإرادي لدى الإنسان، كما أنه ظهرت نظريات بيلوجية تشير إلى أن الوساوس مردها خلل بسيط في بعض المكونات الكيميائية للدماغ، ويحدث هذا التغير لدي الأشخاص الذين لديهم استعداد لذلك.

خلص علماء النفس أن العلاج الأساسي للوساوس: هو عدم الاستجابة لها بصورة مطلقة، وعليه أنصحك بأن لا تقوم بتكرار الوضوء وإعادته، مهما كان مستوى الشك لديك، ويمكن أن تساعد نفسك بتحديد كمية من الماء في إناء، وعدم الوضوء من ماسورة المياة مباشرة، وسوف تحس بشي من الضيق والقلق في بادي الأمر، ولكن بالإصرار وعدم إعادة الوضوء سوف تجدِ أن مستوى القلق بدأ يقل، وقد أفتي العلماء الأفاضل بعدم إعادة الوضوء أيضاً، ونفس الشيء ينطبق علي الصلاة، فمهما ساورك من شك علي خروج الريح ونحوه يجب أن لا تعيدِ الصلاة.

توجد علاجات دوائية مفيدة -أيضاً- لمثل هذه الوساوس، وأود أن أوصيك بتناول حبوب تعرف باسم (فافرين)، وجرعتها هي خمسين ملغرام بعد الأكل ليلاً، وترفع الجرعة بواقع خمسين ملغرام أسبوعياً، حتى تصل إلى 200 ملغرام، ويمكن الاستمرار في هذا العلاج لمدة ستة أشهر، وهو علاج سليم وفعال، وغير إدماني.

ختاماً: تأكد أنه بإذن الله، ثم باتباع هذه الإرشادات السلوكية البسيطة، وتناول الدواء، ستجدِ نفسك أنك قد تخلصت من هذه الوساوس.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً