الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المعالجة السلوكية والدوائية للوساوس القهرية المتعلقة بالدين والعقيدة

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

منذ عام تقريباً بدأت تنتابني أفكار متعلقة بالعقيدة، وفي البداية أوهمني الناس بأنها مجرد وساوس سرعان ما تنتهي، ولكن للأسف لقد زادت هذه الأفكار لدرجة أنني أريد الموت اليوم قبل غد، فقد تحولت حياتي إلى جحيم، لا يستطيع أحد أن يتخيله، إذ أنني أشك في كل شيء عن الله سبحانه وتعالى، وما طعم الحياة إذا كنت أشك في الله الواحد الأحد، حتى وأنا أكتب هذه الكلمات هناك شيء في رأسي يقول لي بأنك غير مصدق لما تقوله، ولكنك تقوله لكي تنفي عن نفسك ما أنت فيه.

وهكذا الحال منذ سنة تقريباً، وقد أصبحت لا أصلي في المسجد بعد أن كنت أصلي كل أوقاتي فيه، وتوقف حفظي للقرآن بعد أن وصلت فيه إلى درجة متقدمة جداً، ولا أجد حلاً لمشكلتي إلا الموت، ولكن لا أدرى ما سيحدث لي بعد الموت، حتما سيكون عذابا شديداً وبئس المصير.

فأرجوكم إن كان عندكم حلاً لمشكلتي فأغيثوني وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ وليد فؤاد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فلا شك أن الوساوس القهرية مؤلمة جداً من الناحية النفسية، وأنا أتفق معك تماماً خاصة إذا كانت هذه الوساوس تتعلق بالعقيدة والتوحيد والذات الإلهية.

أرجو أن أطمنئك يا أخي! أولاً: إن العلماء الأفاضل قد أفتوا تماماً ونحن والحمد لله نقول وبكل تواضع ونتفق معهم أن صاحب الوساوس لا يؤاخذ مطلقاً، فأرجو أن تطمئن يا أخي.

ثانياً: أرجو أن أبشرك بأن الوساوس يمكن أن تعالج ويمكن أن تزول تماما.

ثالثاً: ما قاله لك الإخوة بأن (الأمر وساوس وسرعان ما تزول) أعتقد أنهم على صواب لدرجة كبيرة، ولكن ربما أنت لم تجتهد في مقاومة وتحقير هذه الوساوس مما جعلها تستمر، على العموم أرجو ألا تحس بالذنب أو الأسف على ما أصابك، فهو إن شاء الله زائل.

أخي الفاضل! أي كلمة وسواسية تنتابك أو فكرة أو اجترار أو خيال وسواسي، أرجو أن تستبدله بفكرة مضادة، وركز على الفكرة المضادة، فلكل فكرة وسواسية فكرة مضادة لها، تذكر هذه الفكرة المضادة وكررها عدة مرات، ثم حين تأتيك الفكرة الوسواسية اضرب على يديك على جسم صلب حتى تحس بالألم الشديد، أي اقرن الألم بالفكرة الوسواسية وكرر ذلك، هذا إن شاء الله يؤدي إلى إضعاف هذه الفكرة، كما أنه حين تأتيك الفكرة الوسواسية يمكن أيضاً أن تقول: (قف قف Stop stop stop ) كررها هكذا، وإن شاء الله هذه سوف تساعد في إضعاف الوساوس القهرية.

أخي الفاضل! سوف تستفيد كثيراً من الأدوية العلاجية، هنالك عدة أدوية الآن فعالة لعلاج الوسواس، أنت تحتاج لأن تأخذ العقار الذي يعرف باسم بروزاك بجرعة 20 ملجم في الصباح، وتأخذ معه الدواء الآخر وهو فافرين، تبدأ بـ 50 ملجم في المساء بعد الأكل، ثم ترفع هذه الجرعة بمعدل 50 ملجم كل أسبوعين، حتى تصل إلى 200 ملجم، أي تكون جرعتك هي 20 ملجم من البروزاك كبسولة واحدة، و200 ملج من الفافرين وتستمر عليها، وبعد شهرين إذا لم تلاحظ تحسنا حقيقيا أضف لها دواء ثالثا، وهذا الدواء يعرف باسم ريزبريادون، أرجو أن تأخذ منه 1 ملج فقطليلاً لمدة ثلاثة أشهر.

أما بالنسبة للأدوية الأساسية المضادة للوساوس وهي البروزاك والفافرين، أرى أنه يجب أن تأخذها لمدة عام، وهذه يا أخي ليست بمدة طويلة في العمر الزمني، بعد عام إن شاء الله يمكنك أن تخفض الفافرين إلى 100 ملجم لمدة ثلاثة أشهر، تستمر على كبسولة واحدة من البروزاك و100 ملجم من الفافرين، ثم بعد ذلك أوقف كبسولة البروزاك واستمر على 100 ملجم من الفافرين لثلاثة أشهر أخرى، أي تكون مدة العلاج بالتقريب هي عام ونصف.

بجانب العلاج الدوائي لابد أن تركز على التمارين السلوكية البسيطة التي نصحتك بها سابقا، وأرجو يا أخي أن تعرف أن هذا الشيء ابتلاء بسيط وسوف يزول عنك بإذن الله، وأرجو أن تتفاءل وأنت إن شاء الله في حفظ الله ورعايته.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً