الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مشاكل القولون العصبي وما يرافقه من انتفاخات وغازات

السؤال

السلام عليكم.

أنا أشتكي من القولون العصبي، ودائماً أعاني من انتفاخات وغازات بالبطن، وتوجد عفونة في البطن، مع العلم أني استأصلت المرارة، وحاليا أستعمل السيروكسات ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ خيرية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فالقولون العصبي مرض شائع جداً وسببه اضطراب في وظيفة القناة الهضمية، وخاصة الأمعاء الغليظة (القولون) فينتج عن ذلك انتفاخ وآلام في البطن، مع اضطراب في التبرز من إسهال أو إمساك وهذا ما تشكين منه أنت.

وفي هذا المرض لا يكون في المريض خلل أو اضطراب عضوي، أي أن الأعراض ليست بسبب التهاب أو جراثيم أو أورام أو غير ذلك، وإنما هي ناتجة عن زيادة الإحساس بتقلصات، واضطراب في حركة الأمعاء، ومن أهم الأمور بالنسبة لهذا المرض أنه مزمن ومتردد، أي أنه غالباً ما يستمر مع الإنسان لسنوات طويلة، وقد يبقى معه طول عمره.

وتتردد الأعراض فتزداد في فترة معينة وتخف في أخرى أو تزول لفترة معينة وتظهر مرة أخرى فيما بعد، ويلاحظ معظم المرضى أن الأعراض تزداد مع القلق واضطراب الحالة النفسية، كما أنهم يشعرون بالتحسن أثناء الإجازات وفي فترات استقرار الحالة النفسية، وقد ترتبط بأنواع معينة من الأغذية والأطعمة كالحليب والبهارات والفلفل والبقوليات، وتختلف من مريض لآخر.

وتفهّم هذا المرض من قبل المريض يفيده في التأقلم معه، وهو أن هذا المرض ليس عضوياً، بمعنى أننا لو فتحنا البطن وتفحصنا الأمعاء لوجدناها سليمة، ولهذا فإن الفحوصات التي يعملها لك الطبيب غالباً ما تكون نتائجها كلها سليمة، وهذا المرض مزمن، وقد يستمر معك طوال العمر، فعليك أن تصبري وتحتسبي الأجر عند الله، وتحاولي أن تتكيفي مع أعراض المرض، ومهما طالت مدة المرض معك، فهو لن يؤدي إلى أي مضاعفات أو أمراض أخرى، فهو لا يؤدي إلى نزيف أو التهاب أو سرطان ولا إلى غير ذلك.

ولا تقتصر أعراض القولون العصبي على أعراض القولون، وإنما هناك أعراض كثيرة قد تحدث في أجزاء أخرى من الجسم، وقد ينزعج منها المريض، ولكن مهما عمل الطبيب من فحوصات، فإنه لا يوجد أي سبب آخر، ومنها:

- شعور بالإرهاق والتعب العام.
- شعور بالشبع وعدم الرغبة في الأكل، ولو بعد مضي وقت طويل بعد الوجبة السابقة.
- آلام في أسفل البطن أثناء التبول، وأحياناً الشعور بالحصر.
- آلام شبيهة بوخز الإبر في عضلات الصدر والكتفين والرجلين وغيرها.

والعلاج هو علاج الأعراض والابتعاد عن الأمور التي تزيد الأعراض، سواء التوتر والقلق أو أي أطعمة معينة، وبالنسبة للعلاج الدوائي فهو (دسباتالين) للتقلصات ثلاث مرات في اليوم مع (دسفلاتيل) للغازات ثلاث مرات في اليوم مع (الموتيفال) لتهدئة الحالة النفسية، وإذا كان السيروكسات يساعدك ويقلل من الأعراض فلا بأس أن تستمري عليه، وعليك الاستمرار على هذه الأدوية ما دامت الأعراض، وطالما أن الأعراض موجودة فإنه يجب الاستمرار بالدواء حتى تخف الأعراض ثم التوقف عنها ويجب العودة إليها متى عادت الأعراض.

بعض المرضى يحتاجون إلى استشارة طبيب الأمراض النفسية، وكما ذكرت فقد تكون الاضطرابات النفسية هي السبب في اشتداد أعراض القولون العصبي؛ وفي كثير من الأحيان تفيد الأدوية المضادة للاكتئاب، والكثير من المرضى تتحسن عندهم الأعراض مع أدوية الاكتئاب مثل السيروكسات، ويتميز بأنه عقار ممتاز وسليم وهو يعالج القلق والتوتر والمخاوف، والتمارين الرياضية كالمشي تفيد في الكثير من الحالات وكذلك تمارين الاسترخاء.

نسأل الله لك الشفاء العاجل، وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • Oum ahmad

    شكرا جزيلا لك جزاك الله خيرا معلومات مفيدة وانا أيضا اعاني من القولون العصبي

  • مصر ه

    شكرا جزيلا علي المعلومات المفيدة وجزاك الله كل خير

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً