الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ابني تغير فجأة وأصبح قليل الأكل وكثير العصبية

السؤال

لدي طفل عمره سنة وتسعة أشهر تقريباً، منذ نحو ثلاثة أسابيع ظهرت عليه أعراض مراجعة مستمرة، لم تثبت الفحوص المخبرية للبراز وجود أي جراثيم أو أميبيا أو غيره، ولم يوجد ارتفاع في الحرارة، الطفل امتنع عن تناول أي شيء من الطعام، تم وضع مغذ ومضاد حيوي من خلال الكانيولا، وبعد أيام خفت حدة المراجعة ولكنه بقي يعزف عن تناول الطعام حتى الآن، حتى الماء يشرب قليلاً جداً، الطفل أصبح يخاف من كثير من الأشياء ( المروحة، بعض الألعاب )

أصبح كثير الصراخ بعصبية زائدة، يعض يده حتى يدميها، يخمش ويشد على نفسه، يتضايق من أي شيء حتى المداعبة، الطبيب يفحصه ولا يجد أعراض مرض، لا يوجد به سخونة أو أوجاع ظاهرة، واختفت المراجعة ولا يوجد إسهال، ولكن سلوكه اختلف كلياً وأصبح وضعه يقلقنا.

أرجو من الإخوة الأطباء إرشادنا حول هذا الموضوع، وإذا لزم مزيد من المعلومات أرجو إعلامي بالبريد الإلكتروني لتزويدكم بها.

للعلم هذا الطفل هو أصغر الأبناء وترتيبه الخامس .

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أمجد المصري حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فلا شك أن الطفل في هذا العمر، لا نستطيع أن نقول إن أعراضه كلها نفسية المنشأ، هذه التغيرات التي حدثت للطفل، من تغير في المسلك، والخوف من المروحة والخوف من بعض الألعاب، هي في الحقيقة ربما تكون تجسيد للمرض العضوي الذي أصابه، وغالباً يكون هذا الطفل قد أصيب بنوع من الفيروسات.

فالفيروسات تؤدي إلى كثير من الالتهابات، ثم يعقبها بعد ذلك نوع من التغير السلوكي لدى الأطفال. وهذه الحالات حقيقةً تعالج مع مرور الوقت، معظم الأطفال يبدأ في التحسن، وتلقائياً تختفي هذه الأعراض أو هذا الاضطراب الذي حدث في مسلكه، فأرجو أن تطمئن كثيراً.

لا شك أن هذا الطفل يحتاج إلى طمأنينة أكبر، بمعنى أن يداعب، بمعنى أن يقرب أكثر، بشرط ألا يخلق فيه هذا نوعاً من الاعتمادية المطلقة، هذا الطفل يحتاج لأن يُطمئن أكثر ولأن يقرب أكثر، وهذا هو الذي أراه، لا أرى أبداً أنه يعاني من مشكلة نفسية حقيقية، ولكن كما ذكرت لك ربما يكون الأمر أمراً ثانوياً لإصابةٍ بأحد الفيروسات.

ولابد من الإشارة أن الطفل دائماً في هذا السن قد يعبر عن أعراضه العضوية مثل الآلام البسيطة العامة، أو الانشداد في العضلات أو المغص العادي، دائماً يعبر عنه الطفل بعصبية زائدة، كما أن آلام الأسنان في هذه السن أيضاً واردة؛ وقد رأيت الكثير من الأطفال الذين يستجيبون لجرعات صغيرة جدّاً من شراب البنادول، ربما يكون هذا هو الذي يحتاجه طفلك، ومع شيء من الطمأنينة والمداعبة، وإن شاء الله سوف تتحسن حالته بمرور الوقت.

وبالله التوفيق.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً