الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية الأخذ على يد الوالد المصاحب للنساء مع كبر سنه

السؤال

السلام عليكم.
والدي عمره (72) سنة، وأنا والله أخاف عليه كثيراً، ولا أدري ماذا أفعل له، حيث إنه إلى الآن يخرج مع نساء، وعندما يغضب يكفر، فما هو الحل؟!

وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ أم سامي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فقد أحسنت بإشفاقك على الوالد وبخوفك عليه، ومرحباً بك في موقعك بين آباء وإخوان يتمنون لوالدك الهداية، ولك التوفيق والسداد.

وأنت ولله الحمد في عمر يسمح لك بنصح الوالد بعد الاجتهاد في إظهار البر له والإحسان إليه، ونرجو أن يكون نصحك له في منتهى اللطف، وقدوتك في ذلك خليل الرحمن الذي كان يردد في رفق وعطف وشفقة: (يا أبت .. يا أبت)، مع ضرورة أن تختاري الوقت المناسب والألفاظ المناسبة، وتقدمي بذكر حسناته وأفضاله عليكم، فإن وجدت قبولاً كان بها، وإذا لاحظت النفور فانسحبي وغيّري خطتك وأسلوبك؛ لأننا لاحظنا أن الخليل عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام لما زجره والده وقال: (( لَئِنْ لَمْ تَنتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا ))[مريم:46]؛ كان جواب الخليل: (( سَلامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي ... ))[مريم:47] وظل على الدعاء حتى جاءه النهي عن الدعاء للمشركين.

ونتمنى أن تجدي من يعاونك على مهمة النصح من إخوانك وأعمامك والفضلاء والعلماء والوجهاء الذين يحترمهم الوالد ويميل إليهم.

ولا يخفى على أمثالك ضرورة الإحسان للوالد في كل الأحوال؛ لأن هذا مما أمر به الكبير المتعال، واستحقه الوالد بطاعته للملك الديان، والإنسان لا يخالف والديه إلا إذا أمراه بمعصية الله، فهناك لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، قال تعالى: (( وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ... ))[لقمان:15].

وأرجو أن تتفادوا ما يجعل الوالد يتلفظ بكلمات الكفر والفسق، ونتمنى أن يجد من الفضلاء من يخوفه من عواقب العبث بالأعراض، ويذكره بأن الله سبحانه يمهل ولا يهمل، وأنه سبحانه يستر على الإنسان فإذا تمادى هتكه وفضحه وخذله، وقد أذهب الله من أشد منه قوة وأكثر جمعاً، وهنيئاً لمن تاب قبل أن يدركه الموت والأجل.

وهذه وصيتي لكم بتقوى الله ثم بمواصلة النصح له والدعاء، ونسأل الله لك التوفيق والهداية.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً