الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

متردد في القبول بفتاة عادية الجمال عالية الصفات!

السؤال

السلام عليكم.

جزيتم خيراً على جهودكم في هذا الموقع الجميل، وأرجو الله أن يسدد خطاكم دوماً ويحفظكم.

سؤالي هو عن الجمال في المخطوبة أو الفتاة التي أريدها زوجة، فأنا لم تكن من نصيبي فتاة كانت على جمال أعجبني، ودين يعتبر جيداً.

الآن تقدمت لفتاة تصغرني 4 سنوات، وقد رأتها والدتي، وأخبرتني صراحة أنها ليست بالشخصية الملفتة، هي هادئة ومن بيت متدين ومحافظ وذي طيبة وأخلاق يشهد لها وقد لمست ذلك.

في البداية استبعدتها لموقف والدتي، ولكن عدت ورأيتها بسبب قلة الخيارات المتاحة أمامي واستعجالي للزواج، عندما رأيتها شعرت أنها عادية ولم أنجذب لجمالها، وأيضاً ليست قبيحة، فنفسي لم تنفر منها، فالبنت لطيفة، وشعرت أنها سهلة الطباع وعفوية ومفوهة في الحديث، كل ما في الأمر أن إخواني حين وصفوها توقعت شيئاً أجمل أو أفضل، وأنا الآن في حيرة من أمري.

رأيتها مرتين ثم استخرت وأخبرت أهلي بالرفض ليخبروا أهل الفتاة، وبعد يومين فوجئت أن أمي لم تخبرهم، لكي تعطيني فرصة لإعادة التفكير.

فعدت لدوامة الحيرة، أخاف إن ارتبطت بها أن أظل أراها قليلة في نظري، وأظلمها، علماً بأنها تصلي وتقرأ القرآن، وليست من هواة التسوق والمراكز التجارية، فالعائلة مترابطة والأم فاضلة وطيبة، ووالدها رجل فاضل ومتزن، وله كلمته في بيته، أفيدوني -جزيتم خيراً- ولا تتأخروا علي في الردف الحيرة تعذبني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أمجد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فمرحباً بك -أيها الأخ الحبيب- في استشارات إسلام ويب، ونحن نشكر لك ثناءك على هذه الفتاة بما فيها من الخير.

ولا شك أن صفات هذه البنت صفات ترغّب في الزواج بها، وقد كانت وصية النبي - صلى الله عليه وسلم - لمن يريد الزواج، أن قال له: (فاظفر بذات الدين)، لكن هذا لا يعني ترك ما تطلبه النفس من الجمال، فينبغي أن يتخير الرجل المرأة التي تسكن إليها نفسه؛ ليعف نفسه عن الحرام، والزواج كما لا يخفى عشرة طويلة، فلا ينبغي للإنسان أن يغفل الأسباب التي تعين على دوام هذه العشرة، وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم - للمغيرة بن شعبة حين خطب امرأة، قال له: (انظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما) والمعنى أن يؤدم بينكما أن تدوم المودة بينكما.

فنصيحتنا - أيها الحبيب - هي أنك إن كنت وجدت في هذه الفتاة القدر الذي تكتفي به نفسك من جمالها بحيث لا تنفر منها، وتشعر بالرغبة فيها، أن تستخير الله تعالى، وتقدم على الزواج بها، ولا شك أن ما فيها من صلاح الديانة، وحسن الخلق؛ سيكمل ما نقص من جمال خلقها، وبذلك تدوم العشرة، مع الشعور بالسكن إلى الزوجة.

أما إذا كنت لا تجد فيها ما ترغب فيه نفسك، وستظل متطلعاً لغيره، فرأينا أن تترك خطبتها، وسيسوق الله تعالى لكل واحد منكما رزقه.

نسأل الله تعالى أن ييسر لك الأمر ويقدر لك الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً