الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أسترجع ذاتي التي انشغلت عنها؟

السؤال

السلام عليكم .


باختصار شديد أقول: شغلت نفسي عن نفسي لأكثر من عشرين عاماً، وعندما جئت الآن أبحث عنها لم أجدها، فهل أعتبرها قد ماتت وأقضي وقتي للآخرين؟

وجزاكم الله عنا كل الخير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سهاد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن كنتِ تقصدين أنك قد ضحيت كثيراً من أجل الآخرين، فنسأل الله لك الثواب، ولن يضيع الله أجرك وحُسن عملك، قال تعالى: ((إِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ))[التوبة:120]، وقال تعالى: ((إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ))[التوبة:121]، وقال تعالى: ((وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ))[البقرة:143].

لا تعتبري -أختي الكريمة- أنك قد شغلت نفسك عن نفسك بصورة سالبة، فهذا فيه شيء من الإيثار والعطاء للآخرين، ويجب أن يُشعرك بشيء من الرضا، وأنا أقول لك هذه الفترة التي إن جاز نعتبرها نوعاً من الغيبوبة أو الابتعاد عن الذات، لابد أن تكوني قد كسبت من خلالها أشياء كثيرة جداً، اكتسبت مهارات اجتماعية، اكتسبت نضوجا نفسيا، حتى وإن لم تشعري بهذا، ولكن أعتقد أن هذا رصيد كامن وموجود في داخل الذات.

أيتها الفاضلة الكريمة: المطلوب منك هو أن تنظري إلى نفسك نظرة إيجابية، وأن تديري وقتك بصورة صحيحة، وأن يكون هنالك أخذ وعطاء من خلال التعامل مع الآخرين، ولابد أن تضعي صورة أكثر إيجابية عن نفسك.

أنا متأكّد أن لديك إنجازات كثيرة، فقط عليك باستشعارها، وقد اتفق علماء النفس والسلوك أن الإنسان الذي يدير وقته بصورة صحيحة ويلجأ إلى أنشطة مختلفة في مناحي مختلفة في الحياة سوف يحس بالرضا وبقوة الإنجاز، وأنا حقيقة أدعوك لحسن إدارة الوقت، وأدعوك أن تعطي نفسك حقها وكذلك الآخرين، ولا تعتبري أن نفسك قد ماتت، هذا مفهوم خاطئ وسلبي عن الذات، الحياة جميلة وطيبة، ويجب أن تعيشيها بقوة، ويجب أن تكون رؤياك نحو المستقبل قائمة على الأمل والرجاء.

نشكرك كثيراً -أيتها الفاضلة الكريمة- على تواصلك مع إسلام ويب، ونسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً