الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علاج المخاوف الوسواسية المؤثرة في التفكير بالإغماء في الصلاة

السؤال

السلام عليكم.

عندما أكون واقفاً للشروع في الصلاة يجيء في بالي بعض الأفكار بأنني لو أغمي علي وأنا أصلي كيف سيكون حالي؟ ومن خلال التفكير بذلك ألاحظ أن الأمر يصبح حقيقياً، وأشعر بالدوار والسقوط، وبمجرد التفكير بشيء آخر غير ذلك يذهب عنّي الدوار، علماً بأن صحتي جيدة.

فأرشدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ سعود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:

فإن هذه الحالة لها تفسير نفسي واضح، وهي أنك تعاني مما نسميه بالمخاوف الوسواسية، والمخاوف الوسواسية هي نوع من القلق النفسي، وفيها يضع الإنسان افتراضات، هذه الافتراضات تكون غريبة للواقع أو يمكن أن تحدث في الواقع؛ لأن الإنسان مثلاً حين يقف لفترة طويلة ويكون مجهداً يمكن أن يغمى عليه، ونسمع عن كثير من الناس أنه قد سقط أثناء ما كان واقفاً، وهكذا.

هذا النوع من الواقع ينتقل إلى بعض الناس إيحائياً، أي: بمجرد أن سمعت عنه أو ذكر لك أحد الناس حول هذا الأمر أو قرأت عنه يجعلك تفكر في هذا الأمر إيحائياً، ويتحول هذا إلى نوع من القلق المتوقع والمخاوف الوسواسية كما ذكرت لك.

أنت الآن تستطيع أن تتخلص من هذا الواقع بأن تغير تفكيرك إلى أمر آخر، فأريدك أن تفكر في أن الذي يحدث لك هو في الأصل وساوس وقلق، وقل لنفسك: (ما الذي يجعلني أقلق؟ ما الذي يجعلني أوسوس؟ أنا -الحمد لله- أصلي صلاتي بصورة خاشعة، وأسأل الله تعالى أن يتقبل)، فهذا النوع من التفكير المخالف للمخاوف يجعلك إن شاء الله تكون أكثر طمأنينة.

هناك أمر آخر أنصحك بأن تقوم به، وهو التأكد من مستوى ضغط الدم لديك، فاجعل الطبيب يقيس ضغط الدم لك وأنت جالس وأنت واقف، يعرف أن بعض الناس قد يكون الضغط لديهم طبيعياً، ولكن عند النهوض من موقع الجلوس أو الوقوف لفترات أكثر من دقيقتين أو ثلاث ربما ينخفض لديهم الضغط قليلاً، ومن ثم قد يحس الواحد منهم بشيء من الدوخة، هذه عملية فسيولوجية طبيعية، ولا خطورة فيها أبداً، فقط تعالج بأن يتناول الإنسان كميات أكثر من الملح في الطعام.

أنا ذكرت لك هذه الحالة الأخيرة، أي: الحالة العضوية لمجرد التأكد، ولكن قناعاتي قناعات قوية جدّاً أن الحالة هي حالة نفسية بسيطة، وعليك بتجاهلها كما ذكرت لك، وسوف أصف لك أحد الأدوية الممتازة والفعالة جدّاً، والتي تساعد في مثل هذه الحالات.

الدواء يعرف تجارياً باسم (زيروكسات Seroxat)، ويعرف علمياً باسم (باروكستين Paroxetine)، أرجو أن تبدأ في تناوله بجرعة نصف حبة – أي عشرة مليجراما – تناولها يومياً ليلاً، ويفضل تناوله بعد الأكل.

استمر على هذه الجرعة لمدة شهر، ثم ارفع الجرعة إلى حبة كاملة لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضها إلى نصف حبة يومياً لمدة شهر، ثم إلى نصف حبة يوماً بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم توقف عن تناول الدواء، هذا الدواء من الأدوية الجيدة والبسيطة والفاعلة، ويعالج المخاوف والقلق الوسواسي بصورة جيدة.

نسأل الله لك العافية والشفاء، وكما أوضحت لك فإن الحالة بسيطة، وما ذكرناه لك من محددات علاجية إن شاء الله سوف يفيدك كثيراً، ونشكرك على التواصل مع استشارات (إسلام ويب).

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً