الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الفرق بين الفصام والوساوس القهرية

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

لدي أفكار وسواسية، وهي الخوف من الغلط على الناس، أخاف أن أعتدي على أحد، وإذا قابلت الناس أحس أني أتكلم عليهم وأشتمهم، ذهبت للدكتور وقلت له عندي فصام، وحلف بالله أنه لا يوجد، وحلف لي أني لن أسب الناس أو أشتمهم، وأعطاني دواء (إفكسر) في اليوم مرتين 150 ملغ ولا أرى فيه نتيجة تذكر، فهل الإفكسر يعالج الوساوس القهرية؟ وهل سوف أغلط على الناس أم لا؟ مع العلم أني أستخدم سيبرالكس ولم يناسبني، وسبب لي كتمة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فيصل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فالوصف الذي وصفته بالنسبة لحالتك هو بالفعل أقرب إلى الوساوس القهرية، ولا علاقة لها فيما أرى بمرض الفصام، فالوساوس يمكن أن تكون فكرة أو أقوالاً أو اجترارات، أو نوعاً من الطقوس التي يقوم الإنسان بفعلها، ويكون هنالك نوع من الإلحاح من هذه الأفكار الذي تستحوذ عليه، وتسبب له الكثير من الألم والضيق النفسي، وقد يجد الإنسان بعض الراحة إذا تبع هذه الأفكار، حالتك أقول لك أنها وساوس قهرية - ومع احترامي الشديد لرأي الأخ الطبيب - إلا أن الإفكسر بالرغم من أنه دواء فعال جداً لعلاج الاكتئاب والقلق، إلا أنه لا يعتبر من الأدوية المثالية لعلاج الوساوس القهرية، وربما يكون هذا هو السبب الذي جعلك لم تستجب له، ربما يكون الطبيب أعطاك إياه لعلاج القلق والاكتئاب النفسي الثانوي، الذي كثيراً ما يكون مصاحباً للوساوس القهرية.

الذي أراه هو أن تراجع الطبيب مرة أخرى، وتوضح له أنك لم تستجب لهذا الدواء، وأنا على ثقة تامة أنه توجد بدائل فعالة وممتازة، مثل عقار فافرين، وكذلك بروزاك، وهي من الأدوية الفعالة والممتازة جداً لعلاج الوساوس القهرية، وحين تكون هذه الوساوس شديدة ندعم الفافرين بجرعة صغيرة من دواء يعرف باسم رزبريدون، فأرجو أن تراجع الطبيب وتحاوره وتناقش معه هذه النقاط، وأنا على ثقة تامة أن الطبيب سوف يقوم باستبدال الدواء، وفي ذات الوقت سوف يوجه لك الطبيب الإرشاد التام والكامل في كيفية مواجهة هذه الوساوس سلوكياً؛ لأن العلاج السلوكي المعرفي يعتبر من الوسائل المهمة جداً لعلاج الوساوس القهرية، وهو بلا شك يعمل تظافرياً مع الأدوية؛ مما ينتج عنه أحسن النتائج الطبية.

بالنسبة للسبرالكس، وأنه قد سبب لك كتمة، فهذا الدواء من الأدوية الجيدة، وهو يعالج الوساوس بصورة ممتازة جداً، ولكن نقول أن الأدوية قد تناسب شخصاً ما وقد لا تناسب شخصاً آخر، وما دام قد سبب لك كتمة وعدم ارتياح، فربما أنه لن يكون دواءً مناسباً بالنسبة لك، وأسأل الله لك التوفيق والسداد، ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً