الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تقدم لخطبتي شاب يريد تطليق زوجته، هل أوافق؟

السؤال

أنا فتاة بعمر 25 سنة، تقدم لخطبتي عدة أشخاص، ولكن لم يحصل نصيب، وقبل ستة أشهر ذهبنا أنا وأمي لمحل ديكورات، فتعاملنا مع صاحب المحل، وأرسل لنا عمالاً لإصلاح المنزل، وبعد الانتهاء من العمل أصبح يحادث أمي بالهاتف؛ لأنها أخبرته عن حالتنا المادية كي يساعدنا.

بعدها بفترة أخبر أمي بأنه يريد إرسال أهله لخطبتي؛ لأنه أعجب بي، ولكنه متزوج، لديه ولد بعمر 3 شهور، وهو ليس على اتفاق مع زوجته، ويريد أن يطلقها، وعندما فاتحتني أمي بالموضوع رفضت بشدة؛ لأني لا أريد أن أكون سبباً في طلاق أخرى، حتى لو أراد هو، وعندما سألتُ أمي لماذا لم يطلقها قبل أن يخطبني، أجابت بأنه خائف أن لا أوافق عليه، ويصبح وحيداً، أو لا توافق عليه أي فتاة أخرى.

استشرت إخوتي فنصحوني بأن لا أوافق؛ لأن عذره غير مقنع، وأنه علم بأسرارنا، ومن الممكن أن ينقلب بعد الزواج، وصار الرجل يلح على أمي أن تقنعني أن أوافق عليه، وأمي غاضبة عليّ؛ لأني أرفض الموضوع، فماذا أفعل هل أوافق أم أرفض؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سلمى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

مرحبا بك - أختنا العزيزة - في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى أن ييسر لك الزوج الصالح الذي تقر به عينك وتسكن إليه نفسك، ونحن نوصيك بدوام الاستغفار وذكر الله تعالى، وإحسان الظن به، وكثرة دعائه دعاء المضطر بأن ييسر لك الأمور، ويرزقك الزوج الصالح، وهو سبحانه وتعالى فاعل ذلك - إن شاء الله - فقد قال سبحانه في الحديث القدسي: (أنا عند ظن عبدي بي) فخير من تستعينين به وتطلبين منه حاجتك، وتركنين إليه، وتعتمدين عليه، هو الله سبحانه وتعالى، وهو على كل شيء قدير، بيده خزائن السموات والأرض، فاسأليه سبحانه وتعالى بصدق واضطرار، وأصلحي حالك معه، وكوني على ثقة بأنه (من يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب).

أما في شأن زواجك من هذا الرجل، فالمعيار الأساسي لقبول الزوج من رفضه في هذا هو ما قاله عليه الصلاة والسلام: (إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه) فخير ما تعتني به المرأة باختيار زوجها أن يكون صاحب دين وخلق حسن؛ فإن دينه يمنعه من ظلم المرأة إذا أبغضها، وحسن خلقه يدعوه إلى الإحسان في معاشرتها، ولا يضر كون الرجل متزوجاً بأخرى؛ فإن الإسلام شرع التعدد - كما هو معلوم - وإذا كان الرجل يقدر على أن يعول أسرتين فلا حرج في أن ترضى المرأة بأن تكون ثانية، مع وجود امرأة أخرى، فهذا خير من أن تبقى من غير زوج، لاسيما وأن العمر يتقدم كل يوم، وربما فاتك قطار الزواج، فنحن ننصحك بأن لا تهتمي بكونه متزوجاً بأخرى، لكن ضعي جل اهتمامك هل هذا الرجل فعلاً يصلح لأن يكون زوجاً لي أم لا يصلح؟

هذا يمكن معرفته من خلال البحث عن أحوال هذا الرجل في دينه ومعاملته للآخرين، ونحن ننصحك بأن تستعيني بإخوانك، بأن تضعي عليهم هذا الأمر بجدية، وأن تطلبي منهم أو من غيرهم من محارمك أن يبحثوا عن هذا الرجل، ويسألوا عنه، فإذا وجدوا فيه خيراً، ولمستم منه الرغبة في الزواج، فنحن ننصحك بعد ذلك بأن تستخيري الله تعالى وتتوكلي، وتفعلي ما ينشرح له صدرك.

أما إذا كان مجرد استمتاع من هذا الرجل -طلب المتعة-، لاسيما وأنه قد شعر بأنكم في حاجة أو نحو ذلك، فنحن ننصحك بأن لا توافقي عليه إذا كان الأمر كذلك، وهذا كما قلنا معيار القبول والرفض فيه مدى حسن دين هذا الرجل، ومدى حسن أخلاقه، فمتى وجدت فيه ما ينبغي أن يكون في الزوج، فلا تترددي في الزواج بعد استخارة الله تعالى.

أما علاقته بزوجته الأولى، فلا ينبغي أن تكون عائقاً دون الزواج، ولا يجوز لك أنت أن تطلبي منه أن يطلق زوجته الأولى، يجوز له أن يتزوج بأخرى على زوجته الأولى ما دام قادراً على القيام بحقوق الزوجتين والعدل بينهما، فأنت إذا رأيت فيه رجلًا مناسباً لك فاقبلي الزواج به دون تعرض لعلاقته بالأولى، إن شاء أمسكها وإن شاء طلقها، وليس في ذلك ظلم لها من قِبلك أنت.

نسأل الله سبحانه وتعالى أن ييسر لك الخير حيث كان ويقدره لك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً