الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لدي شعور بضعف بالشخصية، ما نصيحتكم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أشعر بضعف بالشخصية، وعندما أتحدث مع شخص لأول مرة أعتقد أنه سرعان ما ينكسر الحاجز بيني وبينه، لماذا؟! لا أعلم!

عندما أتحدث لأحد زملائي وأخبره بما حصل لي من بعض المواقف، وكذلك من الأشخاص كثيري الكلام، فلا أستطيع في بعض الأحيان السكوت عندما أعرف شيئاً، أحب الفلسفة، حتى وإن كانت ليست بوقتها، وعندما أتكلم، أتكلم بسرعة مما يؤدي إلى عدم وضوح بعض الأحرف.

أنا لدي أصدقاء، وأرى أنهم بعض الأحيان ينتقدونني بداخلهم، مما أعمله من تصرفات أو كثرة الكلام، ويصعب علي الرد في بعض الأحيان عندما يكون هناك باب للمزاح بيننا كزملاء، وأشعر بكبت عندما توجه اليّ كلمة لا أستطيع الرد عليها.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ماجد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لا أعتقد أنك تعاني من علة مرضية أساسية، الذي وصفته هو نوع من سمات الشخصية، ربما تكون شخصاً منفتحاً، وتميل للإكثار من التواصل، وكذلك تكثر من الكلام، وهذا الأمر يجب أن تضع لها ضوابط، وحاول أن تضبط نفسك بقدر المستطاع، ذكر نفسك دائماً أن كثرة الكلام ليس من المحاسن، وليس أمراً مطلوباً، وسيضعفك اجتماعياً، ويجب أن لا تنعت وتوصف بهذه الصفة، فحين تتذكر السلبيات التي ستعود عليك من كثرة الكلام لا بد أنك ستقلل منها، وتذكر إن الإنسان يجب أن يقول خيراً أو يصمت، فاجعل ذلك شعارك، وقل لنفسك: لن أكثر الكلام إذا لم أقل خيراً لن أتكلم، وهكذا، ولا أعتقد أن هناك مرضاً حقيقياً تعاني منه.

بعض الأشخاص الذين لديهم ميول وسواسية تجدهم يعتقدون أنهم يكثرون من الكلام، وفي الحقيقة هذا ليس بحادث، والميل إلى التفكير الفلسفي ربما يكون أمراً طبيعياً في بعض الأحيان، أيضاً نجده مرتبطاً بالقلق والوساوس.

الذين يعتقدون أن لديهم ضعفاً في الشخصية تجد أن المشاعر السلبية هي التي تسيطر عليهم، ولكن حين نذكرهم بأفعالهم وإنجازاتهم تجد أن أداءهم اليومي لا يقل عن أداء بقية الناس، فما وصفته بضعف الشخصية أرجو أن تحقره كثيراً، وبعد ذلك تسعى لإدارة وقتك بصورة صحيحة، وأن تنجز أعمالاً وأفعالاً معينة خلال اليوم، وتذكر نفسك بها في نهاية اليوم،.

إذًا الهدف هو أن تفكر في أفعالك وليس في مشاعرك أبداً، مثلاً إذا قمت بزيارات، وإذا أديت عملك بصورة ممتازة وقراءة شيء من المعلومات واطلعت عليها واستوعبته، وأديت صلواتك الخمس في المسجد، ومارست شيئاً من الرياضة، ساعدت أحداً، ويعتبر هذا كله إنجازا كبيراً ومهمًا، ولا يقوم به شخص ضعيف الشخصية أبداً، فاعتمد على حسن الأداء يعطيك الثقة بأن شخصيتك ليس ضعيفة، كما أني أنصحك بأن تصاحب الناس الصالحين والفاعلين والذين تحس حياتهم مفعمة بالإيجابيات.

هؤلاء حين يتخذهم رمزاً ويتمثل بهم ويتخذهم قدوة هذا قطعاً سوف يفيدك كثيراً في البناء النفسي، ربما يكون لديك طاقات نفسية زائدة هي التي تدعوك لكثرة الكلام؛ فهنا أقول لك مارس الرياضة.

الرياضة تحرق هذه الطاقات النفسية الزائدة، ويمكنك أيضاً أن تقوم ببعض التمارين السلوكية البسيطة مثلاً، قل لنفسك أنا لا أتكلم لمدة عشر دقائق وأصمت، وحين يأتيك بالشعور بأنك تريد أن تتكلم قم بالضرب على يدك بشدة وقوة حتى تحس بالألم، الهدف هو أن تمنع كثرة الكلام بربطه بما يعرف المثير المنفر، والمثير المنفر في هذه الحالة هو إيقاع الألم على النفس، هذه بعض الحيل النفسية السلوكية التي تمارس، ولو وجدت من يدربك عليها من الأخصائيين النفسيين هذا أيضاً سوف يكون أمرًا أكثر فائدة.

عموماً أرى أنه ليس لديك مشكلة أساسية، وإنما هو مجرد نمط حياة وسمة من سمات شخصيتك، وأرجو أن تنظر إلى ما هو إيجابي في حياتك، وحاول أن تطور من ذاتك.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً