الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

دراسة الفتاة للشريعة، هل هو كاف لاختيارها زوجة؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أريد الزواج من صاحبة الدين كما حثنّا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لكني متردد قليلاً؛ لأني لا أعرف أين أجدها، فهل يكفي أن تكون هذه الفتاة طالبة في إحدى كليات الشريعة في بلدنا سورية من جهة؟ خاصة أن التدين أصبح غامضاً نوعاً ما، وهل يكفي أن تكون هي متدينة بغض النظر عن أهلها وسمعتهم من جهة أخرى؟

أحياناً البنت التي لا تقبل بأي فرع من فروع الجامعة فإنها تتجه نحو كلية الشريعة، والأمر الآخر: هل يجوز لي النظر إلى وجوه الفتيات المتحجبات كما يرضي الله - عزو جل - بغية خطبة إحداهنّ؟ ولكم عظيم الأجر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الباقي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

مرحبًا بك -أيها الأخ الحبيب- في استشارات إسلام ويب، ونحن نشكر لك حرصك على اختيار الزوجة الصالحة والاقتداء بأمر النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا دليل على رجاحة عقلك وحسن إسلامك، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يرزقك الزوجة الصالحة التي تقر بها عينك، وتسكن إليها نفسك، والتي يرزقك الله عز وجل منها الذرية الطيبة.

قد أصبت -أيها الحبيب- في سلوك هذا المسلك، فإن الدنيا متاع كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم: (وخير متاعها المرأة الصالحة)، والصلاح غير خاف على أحد أيها الحبيب، فإن المقصود به قيام المرأة بفرائض الله تعالى، أداء الواجبات واجتناب المحرمات، فتؤدي الصلوات المكتوبة وتلتزم أمر الله تعالى في التزام حجابها، وتمتنع عما حرم الله عز وجل عليها فتحفظ نفسها عن الابتذال مع الرجال الأجانب، تلتزم بحجابها، هذا النوع من التدين غير خافٍ على أحد، وبإمكانك أن تسأل عن الفتاة، فتسأل عن طريق محارمك القريبات منها، سواء الزميلات أو القريبات في الأسر إذا كانت بينكما قرابة أو جوار لها، فإذا سلكت هذا الطريق ستجد بلا شك الأخوات الصالحات الطيبات وهنَّ كثيرات.

ليس انتماء الطالبة أو الفتاة إلى كلية الشريعة دليلاً كافياً على تدينها، وإن كان الأكثر منهنَّ إن شاء الله كذلك، ولكن التدين هو الذي ذكرناه آنفًا، ومعرفته بالطرق التي أخبرناك عنها.

أما النظر إلى المرأة أو إلى النساء بقصد الخطبة فهذا لا يجوز إلا حين تقرر أن تخطب هذه الفتاة، فإذا وجدت في نفسك العزيمة على أنك ستخطب هذه الفتاة وكنت تأمل أنك تُقبل إذا تقدمت لخطبتها، ففي هذه الحالة أباح لك الله سبحانه وتعالى أن تنظر إلى وجهها وكفيها عند كثير من الفقهاء، وبعضهم أجاز النظر إلى أكثر من ذلك، يعني كالنظر إلى شيء من شعرها وعنقها، ونحو ذلك مما يدعو إلى نكاحها.

أما مجرد النظر للنساء في الشارع ونحو ذلك للخطبة فهذا لا يجوز؛ لأن الأصل وجوب غض البصر، كما قال سبحانه وتعالى: {قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم}، والنبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (غض بصرك)، وإنما أباح الله سبحانه وتعالى للخاطب أن ينظر بهذين القيدين كما قرر ذلك فقهاء الشريعة أن يكون قد أراد الخطبة، والأمر الثاني أن يغلب على ظنه أنه سيُقبل إذا خطبها، فإذا حصل هذان الأمران نظر إليها، فإذا وجد فيها ما يدعوه إلى نكاحها خطبها وإلا انصرف عنها، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يقدر لك الخير حيث كان ويرضّيك به ويرزقك الزوجة الصالحة.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً