الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علاج البخر يعتمد على علاج السبب

السؤال

السلام عليكم

ما علاج فساد المعدة، وخروج رائحة أو طعم من الفم يشبه البيض الفاسد، علماً أنني وزوجي نعاني من قرحة في المعدة والإثني عشرية.

وشكراً لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم علي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن رائحة النفس الكريهة، أو ما يُسمى بالبخر، من الأمور التي تنتشر بكثرة عند الأصحاء وخاصة عند الاستيقاظ من النوم، أو بعد السكوت طويلاً، وهناك أسباب عديدة لهذه الرائحة غير المقبولة، أهمها:

- إهمال النظافة الشخصية للفم: وهذا يسبب تراكم الفضلات على اللسان وحول الأسنان، وطبعاً في الليل ومع جفاف الفم تتخمر هذه الفضلات بسبب البكتيريا وتطلق الروائح الكريهة، ولذلك نلاحظ غالباً أن رائحة الفم الكريهة في الصباح أشد، بل كل الناس يطلقون هذه الرائحة، وتزول بتنظيف الفم، وتخف عموماً مع زيادة اللعاب في الفم.

- أن تكون هناك مشكلات في الأسنان نفسها، مثل: التسوس، الخراجات السنية، تكوّن طبقة تترسب على الأسنان، وهي عبارة عن تراكم بقايا الأطعمة مع أنواع من البكتيريا، أو بسبب التعويضات السنية الاصطناعية.

- التهاب اللثة الذي ينتج عادة بسبب تراكم طبقة البلاك على الأسنان.

- وجود كائنات حية دقيقة في الفم، مثل البكتيريا والفطريات التي تقوم بتكوين مواد غازية ذات رائحة كريهة عن طريق هضم بقايا الطعام أو بمهاجمة أنسجة الفم الداخلية.

- تناول بعض الأطعمة ذات الرائحة النفاذة، مثل البصل والثوم اللذين تبقى رائحتهما عالقة في تجويف الفم لفترة طويلة، وتخرج مع الحديث أو أثناء الزفير.

- التهابات الجهاز التنفسي، مثل: التهاب اللوزتين أو الجيوب الأنفية، أو التهاب الرئتين المزمن.

- السكري وبعض الأمراض المزمنة، مثل أمرض الكليتين والكبد، وأمراض الجهاز الهضمي، ومنها أمراض المعدة، وهذا ناتج عن التخمة وتكدس الطعام على الطعام، مما يطلق بعض الغازات وتخرج هذه الروائح من الفم، وإن كانت القرحة التي تشكين منها قد عولجت فقد لا تكون هي السبب.

- التدخين.

- التنفس عن طريق الفم.

- التوتر والقلق.

وعلاج البخر يعتمد أساساً على علاج السبب، مثل التسوس أو الأسنان المتهدمة التي لابد من إزالتها إن لم يكن بالإمكان علاجها، كما لابد من علاج جير الأسنان، وإزالة البلاك، وعلاج الأمراض الإنتانية بالجهاز الهضمي، كالتهاب البلعوم أو اللوزتين، وعلاج مشكلات المعدة، وتجنب الأطعمة ذات الرائحة النفاذة كالبصل والثوم والفجل، وتجنب التدخين، واستخدام السواك، فالسواك علاوة على أنه نظافة للفم إلا أنه أيضاً سنة مؤكدة أوصى بها النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديث كثيرة، منها قوله صلى الله عليه وسلم:

(السواك مطهرة للفم مرضاة للرب) وهناك دراسات عديدة أثبتت أن السواك يحتوي العديد من المواد الطاردة للروائح والمطهرة للفم والأسنان، وأن من فوائده أنه يبيض الأسنان، ويُساعد على التخلص من مشاكل اللثة.

كذلك من طرق العلاج: العناية اليومية بالفم، وذلك باستخدام الفرشاة والمعجون وخصوصاً قبل النوم؛ لأن بقاء الأطعمة في الفم هو المسبب الأول لتعفنها بفعل البكتيريا، ومع الجفاف تصبح البيئة مثالية للرائحة الكريهة، وكذلك يجب استخدامها في الصباح الباكر.

أيضاً: استعمال غسول الفم، وهو فعال جداً لطرد الرائحة وتنظيف الفم من بقايا الطعام، ومنع البكتيريا المسببة للتعفن، وينصح به قبل النوم وذلك بالمضمضة لمدة دقيقة.

أيضاً: تنظيم الوجبات عموماً، والمضمضة بعد تناول الطعام، واستعمال الأعواد وخيط الأسنان بعد كل وجبة.

وأخيراً: مضغ أوراق النعناع أو حبوب الهيل بين فترةٍ وأخرى.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً