الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الاكتئاب النفسي وفقدان المتعة بالحياة .. المشكلة والحل

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب بعمر 27 عاماً، وأعاني منذ فترة طويلة من فقدان المتعة بالأشياء، سواء كان السفر أو الرياضة أو غيرها، مصحوباً بمزاج سيئ وخمول، ولا يوجد لدي رغبة للقيام بشيء، مع ملاحظة أني أصبحت أميل إلى العزلة بشكل كبير، ولا أحب حضور الاجتماعات أو المناسبات، مع ملاحظة أنه ليس خوفاً، ولدي ثقة كبيرة في نفسي، ولكن لا توجد لدي رغبة أبداً في الاجتماعات، وأفضل أن أكون وحيداً، مع ملاحظة أيضاً أن ذلك أثر على علاقاتي الاجتماعية، فلا يوجد لدي أصدقاء خارج العمل، ولا أجتمع مع أحد خارج العمل، إلا إذا كان ذلك لقضاء عمل محدد فقط، لذلك أرجو أن أجد لديكم الجواب الشافي بإذن الله لمثل حالتي.

مع جزيل الشكر والاحترام لكل الإخوة القائمين على هذا الموقع.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Faisal حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إن افتقاد المتعة بالأشياء، والشعور بعدم الارتياح العام، وتقلص النشاطات الاجتماعية، يكون مرتبطاً بدرجة بسيطة من الاكتئاب النفسي تسمى (دسايما)، وهي درجة من الاكتئاب البسيط ولكنه مزمن، وهذه الحالة تتطلب العلاج الدوائي، وكذلك العلاج السلوكي، وهي قد تكون مزعجة بعض الشيء، ولكنها ليست خطيرة، وأنا أقول أنها تُعالج بنسبة جيدة جدّاً، فمعظم الحالات تستجيب بنسبة سبعين إلى ثمانين بالمائة، وهذه نسبة عالية، بشرط أن يكون هنالك التزام بالتطبيقات السلوكية وتناول العلاج الدوائي.

التطبيقات السلوكية من أهمها ما يعرف بالتغيير المعرفي، وهذا يأتي من خلال أن يستبصر الإنسان بعلته، ولكن لا يقبلها كإحدى المسلمات في الحياة، إنما يتساءل: (لماذا أنا هكذا؟ لماذا لا أستمتع بالحياة؟ أنا أتقلب في نعم الله، فلماذا لا أقدر ذلك؟ لماذا لا أدفع نفسي أكثر)، هذا النوع من التفكير يساعد كثيراً في مثل هذه الحالات.

الخطوة الثانية: هي أن تضع لنفسك برامج يومية، تساعدك في إدارة وقتك، حسن إدارة الزمن من أفضل الفنون التي يمكن أن تفيد الإنسان، وسوف تعود عليه بفائدة عظيمة، ضع لنفسك برامج يومية ملزمة تتعدد فيها النشاطات، يكون هنالك تواصل اجتماعي، ترفيه عن النفس، العمل، ممارسة الرياضة، شيء من القرآن الكريم يُتلى بتدبر، قراءة لكتاب مفيد، هذا النوع من إدارة الوقت بصورة متنوعة وبشيء من الالتزام، يعطي الإنسان الشعور بالثقة والرضا، وإن شاء الله يأتي السرور.

أخي الكريم: أن يعود الإنسان نفسه على شيء من الإيثار، وهذا يأتي من خلال الانخراط في العمل الخيري وأعمال البر والإحسان والأعمال التطوعية، اجعل لنفسك نصيباً من هذا؛ لأنه سوف يجعلك تقيم ذاتك بصورة أفضل.

هذه -يا أخي الكريم- هي الأسس العلاجية السلوكية الرئيسية، يأتي بعد ذلك العلاج الدوائي، فهنالك أحد مضادات الاكتئاب جيدة جدّاً، ومن خلال الأبحاث والتطبيقات العملية والممارسات المختلفة اتضح أن عقار بروزاك هو من أفضل الأدوية التي يمكن أن تستعمل حالات (الدساميا)، أي الاكتئاب النفسي البسيط والمزمن، والذي يؤدي إلى شيء من الإعاقة الاجتماعية.
ابدأ في تناول البروزاك بجرعة كبسولة واحدة في اليوم، والكبسولة تحتوي على عشرين مليجرام، ننصحك أن تستمر عليها لمدة شهر، بعد ذلك ارفع الجرعة إلى كبسولتين في اليوم، ومدة العلاج على هذه الجرعة هي ستة أشهر، بعد ذلك تنتقل إلى الجرعة الوقائية، وهي كبسولة واحدة في اليوم لمدة عام، هذا الدواء دواء بسيط فاعل، والجرعة القصوى هي أربع كبسولات في اليوم، ولكنك لست في حاجة لهذه الجرعة.
هذا هو الذي أود أن أنصحك به، وعليك بالتطبيق وأسأل الله تعالى أن يعافيك ويشفيك.
وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً