الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

صحة القول بأن لمضادات الاكتئاب آثار جانبية على الصحة خاصة في سن المراهقة

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أريد أن أعرف هل لمضادات الاكتئاب أي آثار جانبية على الصحة؟ خاصة في سن المراهقة، لأني قد قرأت من قبل أنها تسبب العدوانية، فهل هذا صحيح؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إيمان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن هذا سؤال جميل جدّاً، وهذا الموضوع دار حوله الكثير من النقاش، خاصة ما ذُكر أن الأدوية المضادة للاكتئاب ربما تسبب شيئاً من العدوانية ضد الذات وضد الآخرين، خاصة لدى اليافعين.

أود أولاً أن أتحدث عن الآثار الجانبية لمضادات الاكتئاب على الصحة، مضادات الاكتئاب متنوعة جدّاً، ولكن في السنوات الأخيرة أصبح الاعتماد الكامل على مجموعة تسمى بمثبطات استرجاع السيروتونين، وهنالك مثبطات استرجاع السيروتونين والنورأدرنيل الانتقائية، وهنالك الأدوية القديمة نسبياً، وهي مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات.

هذه المجموعة الأخيرة من آثارها الجانبية: أنها قد تؤدي إلى جفاف في الفم، ثقل بالعينين، وربما تؤدي أيضاً إلى حبس البول، وذلك من خلال التأثير على غدة البروستاتا لدى الرجال خاصة كبار السن، كما أنها ربما تؤدي إلى ارتفاع في ضغط العين، هذه الآثار الجانبية نادرة جدّاً وقليلاً ما تحدث، ولكنها قد تحدث.

أما المجموعات الجديدة فهي أكثر سلامة وأدوية فعالة جدّاً، كل آثارها الجانبية تنحصر في زيادة قليلة في الوزن، وبعضها قد يكون له تأثيرات جنسية سلبية بسيطة على بعض الرجال، بخلاف ذلك فهي أدوية سليمة جدّاً وفعالة وممتازة.

ما ذُكر حول إثارة العدوانية، فمعظم هذه الأبحاث تمت في الولايات المتحدة الأمريكية، فقد تلاحظ أن بعض الذين يعانون من الاكتئاب حين يتناولون هذه الأدوية يحدث لهم شيء من زيادة في الانفعال في الأيام الأولى لتناول العلاج، وهذا يحدث في حوالي أربعة بالمائة فقط من الذين يتناولون هذه الأدوية، مثل عقار بروزاك مثلاً، وهذا قد فُسّر عدة تفسيرات، منها أن الحركة الكيميائية داخل الدماغ حدث فيها تغيرات سريعة، وأدت إلى هذه الاندفاعية، والبعض فسر الأمر أن بعض الناس أصلاً لديهم القابلية للعدوان، وهذه الأدوية أثارت لديهم هذه القابلية، وهنالك من رأى أن بعض الذين يعانون من الاكتئاب النفسي هم في حقيقة الأمر يعانون من حالة تسمى بالاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، وهذا يتميز بظهور نوبات من الاكتئاب، ثم نوبات من زيادة الانشراح، وارتفاع المزاج وربما الهوس، وهنا بالطبع يمكن أن يتصرف الإنسان تصرفات مخلة حين يرتفع مزاجه.

هذه هي التفسيرات التي أعطيت حول هذه الأدوية، وعموماً كنوع من التحوط لا يُنصح باستعمال هذه الأدوية قبل عمر السابعة عشر، هذا هو الوضع بالنسبة لهذه الأدوية، وأنا لم أشاهد حالات لعدوانية حقيقية، إلا أننا نلاحظ زيادة في الانفعالات لقلة قليلة جدّاً من المرضى، فغالباً نعطيهم أدوية مساندة وتساعدهم، وبعد أيام تجد أمورهم أصبحت جيدة جدّاً.

سؤالك سؤال جيد، وأرجو أن أكون قد أوضحت الخلفية العلمية لما يُشاع وما يقال حول العدوانية والأدوية المضادة للاكتئاب، وأريد أن أؤكد لك أن هذه الأدوية هي أدوية ممتازة فعالة غيرت حياة الناس بصورة إيجابية جدّاً، والشرط الوحيد هو أن يتم تناول الدواء حسب التشخيص، والذي يجب أن يكون تشخيصاً صحيحاً، ولابد أن تكون الجرعة كذلك جرعة صحيحة، ومدة العلاج تكون هي المدة المطلوبة، ولا شك أن المتابعة مع الطبيب المقتدر من الأشياء المفيدة جدّاً.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً